ملتقى الرافدين
الشهادة ( 8 )
الدكتور حازم محفوظ كانت له مشاهدات واضحة عن جلسات وورش ولقاءآت ملتقى الرافدين الذي انهى أعماله في التاسع والعشرين من شهر أيلول الماضي في بغداد.
محفوظ كاتب معروف وهو خبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ومدير تحرير التقرير الاستراتيجي العربي وله حضور كبير في الأوساط الثقافية في القاهرة والكثير من عواصم العالم العربي ، وقد دوّن مشاهداته وكما يلي :
مشاهدات من ملتقى مركز الرافدين للحوار بجمهورية العراق
د . حازم محفوظ
شَرٌفت بدعوة كريمة من مركز الرافدين للحوار بجمهورية العراق، للمشاركة بورقة بحثية عن الجهود الدولية لمواجهة التغيرات المناخية؛ وذلك ضمن فاعليات ملتقى الرافدين الدولي، والذى انعقد فى بغداد؛ تحت شعار (العالم يتغير)، وبحضور أكثر من ألفي مشارك، ولمدة خمسة أيام.
تضمن الملتقى بأجندته الضخمة والثرية العديد من الجلسات النقاشية وورش العمل واللقاءات الخاصة، وتم مناقشة كثير من القضايا الوطنية والإقليمية والدولية.
ناقش الملتقى كثير من قضايا المنطقة وما تعيشه من اضطرابات وعدم استقرار سياسى مع التركيز على الشأن الداخلي العراقي، ولم يغفل القضايا النوعية مثل قضايا المرأة، وكذا القضايا الدولية مثل تغير المناخ، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية... وغيرها من القضايا المعاصرة. ومن الملاحظ فى جلسة تمكين المرأة؛ أنها لم تناقش الأدوات الأساسية لتصحيح اختلال التوازن بين النساء والرجال، كما أنها لم تتبنى مراجعة القيم التكوينية أو التشكيلية للمجتمع.
ورغم إيمانى بحقوق المرأة وبأن المستقبل هو فى واقع الأمر مؤنث؛ فإنني اتساءل: أيهما يأتى أولاً الحقوق النسوية أم حقوق الوطن؟ خاصة وأن الوطن والهوية الوطنية فى خطر؛ والمطالبة بالحقوق والمساواة النوعية فى تلك الفترة الحرجة من تاريخ العراق ستكون باعثة على الانشقاقات والانقسامات.
وعلى أية حال؛ فالملتقى كان متسقاً مع أهدافه ورسالته في تشجيع وتنمية الحوارات الموضوعية، والانطباع العام عنه من خلال المشاهدات كان إيجابياً وفاق المتوقع بمراحل؛ حيث مثّل حواراً وطنياً حقيقياً ضم معظم أطياف المجتمع، وشمل التيارات السياسية المتوافقة والمتعارضة.
وكان من اللافت حضور شخصيات مرموقة عراقية وعربية ودولية؛ منهم رموز سياسية بدولة العراق، ومفكرين، وباحثين وخبراء بمراكز بحثية، وكذا ناشطين فى العمل المدنى؛ وهو ما عزز من تلاقح الأفكار وتبادل الخبرات والتعاون، وكان له عظيم الأثر على إخراج الملتقى بهذا الزخم من الأفكار والتوافقات، وإن لم ينعكس ذلك بشكل جلي فى بيان الملتقى الختامي.
وأخيراً، لا يمكن إغفال الجهود الكبيرة التى قام بها كافة المنظمين لإنجاح الملتقى، ولا إغفال حسن الاستقبال والضيافة التى وصلت لحد الحفاوة، أما عن الحياة فى العراق؛ فكانت آمنة وحركة الشوارع تكاد تكون طبيعية، واتسمت بالنظام والانضباط رغم ضغوط الاحتجاجات، والمناوشات فى المنطقة الخضراء مكان انعقاد الملتقي.