جلسة نقاشية: (سر تخوف الغرب من الإسلام: قراءة حديثة)
مدير الجلسة: الدكتور محمد القريشي/جامعة الكوفة.
عقد مركز الرافدين للحوار RCD جلسة نقاشية عنوانها " سر تخوف الغرب من الإسلام: قراءة حديثة"، حاضر فيها الدكتور عبد علي سفيح المستشار في وزارة التعليم الفرنسية، تطرق المحاضر الى تأثير الديانات الشرقية الإسلام والمسيحية والمفرائية في النهضة الاوربية، فمبادئ الثورة الفرنسية الثلاثة الاخاء والمساواة والحرية كانت قد اشتقت من تلك الديانات، فالتعايش الذي عرفته اوربا خلال حكم المسلمين للأندلس حيث كان الخليفة عربي مسلم ورئيس الوزراء فارسي وطبيب البلاط مسيحي كانت تجربة رائدة في تحقيق الاخاء بين البشر على أساس العقل، كما ان نظرة المسيحية للناس على انهم متساوون والذي يفرق بينهم هو قربهم وبعدهم عن المسيح كان قد رسخ مبدا المساواة، و ان احتضان اليهود من قبل الدولة العثمانية لقرون مثالا اخر على مبدا الاخاء الذي قدمه الإسلام للغربيين، واعتبر المحاضر ان تخوف الغرب من الاسلام يرجع الى تخوف الغرب من الشرق فالحضارة الغربية المادية لم تستطع ملئ الجانب الروحي للإنسان ذلك الجانب الذي يملئه الدين وان جميع الديانات هي ذات اصل مشرقي وان محاولة الغرب انتاج ديانة بديلة عن الديانات المشرقية قد فشلت رغم طرح الشيوعية او الليبرالية فتلك الطروحات لم تستطع ملئ الجانب الروحي في الانسان، وقد اعتبر المحاضر ان تشخيص سر التخوف الغربي من الإسلام يرجع الى الخوف من الشرق على اعتباره مصدر الديانات او المصدر الروحي للبشر يمكن ان يسهل الحوار مع الغرب فالحالة لا تقتصر على الإسلام كمنظومة تشريعية، وجرت خلال الجلسة النقاشية العديد من المداخلات من قبل السادة الحضور وهم من النخب الدينية الاكاديمية والثقافية. وفي ادناه اهم مخرجات الجلسة:
1- ان الخوف من الإسلام لم يقتصر على النخب السياسية الغربية فقط، بل انسحب الى مفكريهم وفلاسفتهم، الامر الذي استدعى الى البحث عن جذور هذا الخوف، خصوصا مع ملاحظة الإمكانيات المادية المتواضعة للمسلمين التي يمتلكها المسلمون بالمقارنة مع ما يمتلكه الغرب من إمكانيات.
2- هناك نوعان من الخوف في بنية السلوك للإنسان الغربي، فثمة خوف يتبلور بدافع العقل الجمعي، واخر عميق راسخ في العقل الباطن، وان التخوف الحقيقي من الإسلام يكمن في العقل الباطني للغرب.
3- اثرت الحضارات الشرقية بالنهضة الاوربية بشكل كبير فمبادى الثورة الفرنسية الثلاثة الحرية والإخاء والمساواة قد اشتقت من ديانات شرقية الاخاء اشتق من الإسلام والمساواة من المسيحية والحرية من المثرائية وهي ديانة فارسية هندية.
4- كان لاوربا تجربتين مع الحكم الإسلامي الأولى في الاندلس التي استمرت لثمان قرون والثانية مع العثمانيين والتي استمرت لخمسة قرون وان تلك لفترة 13 عشر قرنا تركت تأثيرا كبير على النهضة الاوربية.
5- الحضارة الاوربية الحديثة تقوم على الأساس المادي وتخلو من القيم الروحية، وهي تبحث عن تلك القيم والتي تتركز في الديانات والحضارات الشرقية مثل الإسلام والمسيحية والبوذية.
6- تجربة الدولة الإسلامية في ان يكون الخليفة مسلما عربيا ورئيس الوزراء مسلما فارسيا وطبيب البلاط نصرانيا، هذا التنوع القائم على أساس العقل وليس القومية كان قد أثر في قيم النهضة الاوربية.
7- يأتي ادراج مدينة اور على لائحة التراث العالمي في سياق بحث البشرية عن عاصمة واحدة للعالم تمكن من تنظيم أمور التجارة فيه، اختيار القدس لتكون هكذا عاصمة عند نشأة إسرائيل فشل وأصبحت اور هي البديل.
8- نظرية المعرفة في الإسلام والتي تقوم على أساس القراءة والتعلم من المهد للحد تختلف عن المسيحية التي تقوم على أساس تعليم الانجيل ولا توجد حضارة قد بنيت على أساس القراءة والتعلم، هذه الحقيقة تجعل للمسلمين مكانة في نفوس الاخرين.
9- تختلف الدول الاوربية فيما بينها من حيث تفسيرها لسلوك المسلمين فمثلا في بريطانيا يعتبر الحجاب حق طالما انه لا يؤثر على بقية المجتمع بينما في فرنسا يعتبر الحجاب قيدا على حرية المرأة وبالتالي يمنع في المدارس والمؤسسات الرسمية.
10- ان معرفة سر تخوف الغرب من الإسلام يمكن ان يسهل عملية التواصل الحضاري بين المسلمين والغربيين، عبر اتباع أسلوب علمي دقيق، لتبديد مخاوف الغرب، وبناء جسور حضارية حقيقية معه.