نظم مركز الرافدين للحوار RCD ندوة حوارية بعنوان "العراق وإيران: مسار العلاقات في ظل المحاور الإقليمية" استُضيف فيها سعادة السفير الإيراني في العراق السيد ايرج مسجدي، وعُقدت على قاعة سيرجيو دي ميلو في مقر مركز الرافدين للحوار في النجف الاشرف. ركز السفير مسجدي في حديثه على متانة العلاقات العراقية-الإيرانية في المرحلة الحالية، وقسم تلك العلاقات الى أربعة محاور هي:  محورٌ سياسيٌ اجتماعيٌ ناتجٌ من العلاقات التاريخية التي تربط الجمهورية الإسلامية مع المعارضين العراقيين السابقين خلال فترة حكم النظام السابق وخصوصا من القوى الشيعية والكردية ويعززها العلاقات الاجتماعية التاريخية بين الشعبين نتيجة لوجود المزارات الشيعية في كلا البلدين والتي يقصدها كلا الشعبين منذ القدم، يضاف لها علاقاتٌ دفاعيةٌ تعززت بشكل خاص بعد الحرب ضد داعش والتي قدمت فيها الجمهورية الإسلامية مختلف أنواع المساعدة العسكرية، كما تطرق السفير مسجدي  الى العلاقات الاقتصادية التي يرسمها تبادل ملايين السواح بين البلدين وأخيرا أشار السفير الى العلاقات الثقافية المتمثلة بتبادل الطلبة سواء الحوزويين او الجامعيين. ولم يخلو حديث السفير من التطرق الى السياسية الإقليمية في الشرق الأوسط واكد في ذلك السياق على ضرورة الاحترام المتبادل لمصالح الدول المتجاورة. حضر الندوة مجموعة من النخب الدينية والسياسية والأكاديمية والمثقفة في النجف الاشرف.


وفيما يلي اهم المخرجات التي توصلت اليها الندوة:


1. يعد طول الحدود الطبيعية البالغة حوالي 1400 كيلو متر، إضافة الى الروابط التاريخية الموجودة بين الشعبين العراقي والإيراني نتيجة لوجود العتبات المقدسة في العراق والتي يقصدها الملايين من الإيرانيين من اهم عوامل قوة العلاقة بين العراق- والجمهورية الاسلامية.


2. تمتلك الجمهورية الاسلامية علاقات سياسية جيدة مع جميع الطوائف العراقية، وان امتلاكها لعلاقات متميزة مع بعض الطوائف يعود الى العلاقات التاريخية التي تربطها بهم كالعلاقة مع المعارضين الشيعية و الكورد ابان نظام صدام حسين ولا تعود قوة تلك العلاقة الى البعد الطائفي، كون ان السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية ليست ذات ابعاد طائفية او قومية.


3. ان نشر الجمهورية الإسلامية لأفكارها ومبادئها يعد امرا طبيعيا كون ان الفضاء الفكري غير محكوم بالحدود السياسية للدول، بل هو فضاء مشترك بين الجميع، وتبقى مسالة قبول الأفكار المطروحة متعلقة بالقناعات الفكرية الشخصية للأفراد والتي لا يمكن فرضها بالقوة.


4. تؤمن الجمهورية الإسلامية ان العلاقات الدولية والإقليمية شأنٌ سياديٌ تمارسه الحكومات حسب مصالحها القومية، وفي هذا السياق لا ترى إيران ان إقامة العراق علاقات جيدة مع المملكة العربية السعودية او غيرها من الدول مشكلة او تهديدا موجها ضدها، ولكن في نفس الوقت تؤمن الجمهورية الإسلامية بضرورة التزام الطرفين بعدم دخول أي منهما في محور إقليمي معاد للآخر، مع  وضوح رغبة الجمهورية الإسلامية بوقوف دول المنطقة معها في مواجتها مع الولايات المتحدة.


5. تتعامل الجمهورية الإسلامية مع النتائج التي تفرزها صناديق الانتخاب تعاملاً واقعياً مبنياً على أساس تفهم إرادة الشعوب وحقها في اختيار قادتها، وان وجود ميول ايرانية تجاه بعض المرشحين او بعض الشخصيات السياسية لا يعني عدم التعامل مع من يفضله الشعب العراقي للتصدي لمواقع المسؤولية.


6. تحرص الجمهورية الإسلامية على وحدة وسلامة الأراضي العراقية، ومن هذا المنطلق جاء الموقف  الرافض لاستفتاء الاستقلال الذي اجراه إقليم كردستان برغم العلاقات المتينة التي تمتلكها الجمهورية الإسلامية مع القيادات الكوردية.


7. أدت الحرب التي خاضها العراق للتحرر من سيطرة تنظيم داعش على بعض المدن العراقية الى تعزيز الروابط الدفاعية مع الجمهورية الإسلامية، اذ عُقدت اتفاقيات عسكرية سهلت تسليح الجيش العراقي والحشد الشعبي، فضلا عن ارسال الجمهورية الاسلامية لمستشارين عسكرين كبار لمساعدة القوات العراقية ومنهم الحاج قاسم سليماني والشهيد تقوي.


8. العلاقات الاقتصادية التي تربط إيران مع العراق علاقات متينة جدا، تتضمن تبادل ملايين الزوار بالإضافة الى استفادة العراق من امدادات الغاز الإيرانية لتشغيل بعض المحطات الكهربائية ، فضلا عن وجود منطقة التجارة الحرة في مدينة خرم شهر الإيرانية والتي يدخلها خمسة الاف عراقي يوميا. 


9. تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين يحتاج الى بعض الإصلاحات القانونية في كليهما فضلا عن حل بعض المشاكل المتعلقة بشهادات الاعتماد الدولي والتامين.
10. العلاقات الثقافية تشكل بعدا اخر للعلاقات العراقية-الإيرانية، وتتمثل العلاقات الثقافية بوجود الاف الطلبة العراقيين في الجامعات الإيرانية، كذلك تتمثل تلك العلاقات بتوجه الكثير من الطلبة الإيرانيين للدراسة في حوزة النجف الاشرف ووجود الطلبة العراقيين في حوزة مدينة قم.


11. مشكلة الجفاف التي تعاني منها المنطقة، كانت سببا لقطع بعض الأنهار المشتركة القادمة من إيران نحو العراق والتي تشكل 8% من الموارد المائية العراقية، وهناك مساعي من الطرفين لحل تلك المشكلة من خلال عقد اجتماع لوزيري الموارد المائية في البلدين.


12. من المشاريع التنموية المخطط اجرائها بين البلدين هو مشروع ربط السكك الحديدية والذي انجز من الطرف الإيراني وتلكئ إنجازه من الطرف العراقي نتيجة لظروف الحرب مع داعش والضائقة المالية نتيجة انخفاض أسعار النفط.