جلسة نقاشية: (السياسة الخارجية العراقية: المصلحة الوطنية والمحاور الإقليمية)
مدير الجلسة: الأستاذ الدكتور كامل القيم.
نظم مركز الرافدين للحوارRCD جلسة نقاشية حول السياسة الخارجية العراقية، حاضر فيها السياسي المستقل الشريف علي بن الحسين، تطرق المحاضر الى السياسة الخارجية العراقية، مشخصاً بعض الاشكالات التي تؤثر في هذه السياسة منها عدم التعامل مع الوقائع على الأرض عند التفاوض مع الدول المجاورة وقد ضرب مثالاً في حزب العمال الكردستاني التركي من حيث عدم طرح العراق تلك المشكلة على انها في واقعها مشكلة داخلية تركية عبرت للعراق نتيجة ضعف الحكومة التركية في السيطرة على حدودها، كما أشار المحاضر الى عدم استثمار السياسية الخارجية العراقية للإنجازات الوطنية التي يحققها العراق للحصول على مكاسب وطنية ، ومنها الانتصار على داعش والذي حققه العراقيون نيابة عن العالم لم يترجم الى دعم دولي حقيقي لإعمار العراق خلال المؤتمرات التي عقدت لذلك الغرض ومنها مؤتمر الكويت، كذلك تطرق المحاضر الى الوضع الإقليمي والموقف الواجب اتخاذه من قبل العراق كما تم الحديث خلال الجلسة النقاشية عن المورد البشري الموجود في وزارة الخارجية العراقية وضرورة تطويره ليكون اكثر كفاءة في التواصل مع المجتمعات التي يتواجد فيها من اجل تحقيق مصالح العراق الوطنية، وجرت خلال الجلسة الكثير من المناقشات والمداخلات من السادة الحضور وهم نخبة متميزة من الأكاديميين ورجال الدين والمثقفين.
وندرج في ادناه اهم مخرجات الجلسة النقاشية:
1.تتداخل السياسة الخارجية مع جميع المهام الحكومية الأخرى، فعمل واهداف وزارة الخارجية يجب ان يكون داعما لعمل واهداف الوزارات الأخرى، لكي يخرج الأداء الحكومي بمجمله سليماً ومتناسقاً ومنسجماً.
2.أعتمد رسم ووضع الخطط الاستراتيجية للسياسة الخارجية العراقية على عوامل مختلفة أهمها: العامل الداخلي من توجهات ورأي عام محلي ودرجة تجانس وتفاعل بعض شرائح المجتمع تجاه قضايا دولية والتي تنعكس بطبيعة الحال على السياسة الخارجية. والعامل الخارجي: اي تأثير وتدخل الدول المؤثرة بالوضع العراقي سواء كانت إقليمية او دولية مثلا الصراع الأميركي- الإيراني يلقي بضلاله على السياسة الخارجية العراقية.
3.يؤخذ على السياسة الخارجية العراقية عدم استثمارها للمنجزات الكبيرة التي قدمها الشعب العراقي من تضحيات كبيرة في الحرب ضد الإرهاب وعدم نقل درجات الضرر والمعاناة والظلم من تنظيم داعش الإرهابي والذي يعد احدى افرازات الفوضى والصراع الدولي والإقليمي والذي دفع ثمنه العراق غاليا نيابة عن العالم اجمع في مواجهة أعتى القوى الظلامية والتكفيرية.
4.عدم اشراك العراق في تحديد مستقبل الشرق الأوسط كما في الحوارات التي تجري حول الازمة في سوريا او غيرها من أزمات المنطقة رغم ان العراق من الدول المتأثرة بتلك الازمات يعد مؤشرا على ضعف فاعلية السياسة الخارجية العراقية.
5.ان السياسة الخارجية العراقية يجب ان تكون اكثر جرأة وتمحيصا وتدقيقا لطبيعة بعض المشاكل الإقليمية كمشكلة التواجد التركي في العراق والقصف التركي المتواصل لبعض المدن العراقية، فأصل هذه المشكلة هي تركية داخلية فحزب العمال الكردستاني هم مواطنون اتراك عبروا الحدود التركية باتجاه العراق، لعدم قدرة الحكومة التركية على ضبط حدودها وتسوية خلافاتها مع هذه الفصائل المسلحة التركية واقناعها بالذوبان الوطني مع المجتمع التركي، وهذا من المفترض يجعل موقف صانع القرار العراقي في موقف قوة لا موقف ضعف من خلال القاء مسؤولية هذه الازمة على الجانب التركي ويجب عليها ضبط حدودها.
6.يجب توحيد المواقف العراقية باتجاه سياسة خارجية عراقية مترابطة موحدة ومنسجمة "وفق برنامج زمني متسلسل" تهدف الى تحقيق المصلحة الوطنية العراقية. فعلى سبيل المثال يتم التعامل مع قضية المياه كمشكلة آنية ولكنها في حقيقة الامر تعد من المشاكل القديمة فمنذ أكثر من 50 عاما وهي حاضرة على المشهد العراقي.
7.يجب ان توظف السياسة الخارجية العراقية لعقد اتفاقيات جماعية او معاهدات ثنائية لمجابهة الفساد والفاسدين لكي يحظى العراق باحترام الدول الأخرى، ويكون رادعا للمفسدين.
8.يجب تشخيص المصلحة الوطنية في السياسة الخارجية العراقية وبالأخص في التعامل مع قضية الصراع الأمريكي- الإيراني والحاضر بقوة على الساحة العراقية لذا يجب عدم الدخول في سياسة المحاور والسماح بان يكون العراق ساحة للتصارع الدولي، والمحافظة على العلاقات الطيبة والصداقة مع كل الأطراف الدولية.
9.موقف العراق من الصراع الأمريكي- الإيراني في الشرق الأوسط يجب ان لا يكون محايدا بالمعنى السلبي أي عدم اتخاذ موقف معين من الازمة، بل يجب ان يكون محايدا إيجابيا بمعنى التحرك على طرفي الازمة من منطلق العلاقات المتميزة التي يمتلكها العراق مع لطرفين من اجل تهدئة الموقف والوصول الى حلول وسطية تحفظ مصالحهما.
10.يجب رفع كفاءة البعثات الدبلوماسية العراقية من خلال رفع كفاءة الموارد البشرية العاملة في تلك البعثات من حيث تعلم اللغات الأجنبية وتعلم كيفية التعامل مع المجتمعات التي يخدمون فيها وتطوير وسائل تواصلهم مع تلك المجتمعات هذا فضلا عن تطوير الجانب الإعلامي في السفارات العراقية او وكالات الانباء العراقية الرسمية بحيث تمكن الأجانب من الاطلاع على ما يجري في العراق من خلال تلك الوسائل.
11. يجب التعامل في مجال السياسة الخارجية من المنطلقات الواقعية بعيدا عن التصورات النظرية او العاطفة أي انه يجب النظر عند التعامل مع اية دولة الى حجم الدعم الذي تقدمه للعراق ومدى استفادة العراق منها على سبيل المثال العلاقة مع الولايات المتحدة يجب ان تنظر الى دور الولايات المتحدة في إطاحة النظام السابق وتقدمها الدعم في الحرب على الإرهاب واذا كانت هناك أخطاء فانه لابد من معالجتها وهكذا الامر مع بقية الدول مثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية التعامل الواقعي فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية وليس التعامل العاطفي.
12. يلعب تغير الأنظمة السياسية دورا مهما ومؤثرا في سلوك الشعوب، إذ يعتمد سلوك الشعوب على تغيير الأنظمة مثال على ذلك عندما تغير نظام الحكم في المانيا بعد الحرب العالمية الثانية اتجه الشعب الألماني للبناء والديمقراطية بعد ان كان اتجاهه نحو التوسع الخارجي وخوض الحروب.