(بعثة UNAMi : التجربة الديمقراطية في العراق افاق وتحديات)
المحاضر: "أليس والبول" / نائب رئيس بعثة يونامي.
الحضور: نُخبة من رجال الدين والأكاديميين والسياسيين.
مدير الجلسة: الأستاذ عدنان المالكي / المستشار الثقافي للسيد رئيس مركز الرافدين للحوار.
نظَّم مركز الرافدين للحوارRCD ندوة حِوارية حول دور بعثة يونامي في العراق، استعرضت فيها نائب رئيس البعثة السيدة اليس والبول أبرَز مهام البعثة في العراق، إذ أوضحت إنَّ بِعثة يونامي في العراق تُقدّم المشورة والمساعدة للحكومة العراقية في مُختلف المجالات، خصوصاً السياسيَّة والانتخابية والتحليليَّة مِنها، إذ أنّ للبعثة فِرق عمل مُتخصّصة في تلك المجالات. وأضافت السيّدة "والبول" أن نشاط بعثة يونامي لا يقتصِر على مناطق مُعيَّنة من العراق، بل أنَّهُ شامل، ويُغَّطي كافَّة المناطق العِراقية، وأنَّ تركُّز نشاط البعثة في المناطق المحررة من الإرهاب؛ يعود إلى سببين إثنين، الأوَّل: هو الحاجة الإنسانية المُلّحة لتحسين أوضاع تلك المناطق، والثاني لاشتِراط المانحين ذهاب أكثر التبرُّعات القادمة للحالات الإنسانية العاجلة.
كما تطرَّقت المُحاضِرة إلى الإنجازات التي تحقَّقت في العراق خلال سنة 2018، منها إجراء الانتخابات النيَّابية في موعدها المُقرَّر وبمُشاركة جميع العراقيين في جميع المناطق. فضلاً عن ذلك، تحدَّثت المُحاضِرَة عن التحديَّات التي تُواجِه الحكومة العراقية، وخصوصاً تحدّي الإصلاح الاقتصادي، وتوفير فُرَص العمل، وتعزيز الحُكم الرشيد. وفيما يلي اهم استنتاجات وتوصيات الندوة.
الاستنتاجات:
1- اعتُبِرَت سنة 2018 سنة تحدِّي بالنسبة للعراق، وإنَّ إجراء الانتخابات في وقتها المُحدَّد، مع إتاحة المجال لمُشاركة جميع العراقيين بها، بِما في ذلك النازحين وسكان المناطق المُحررَّة؛ تُعد نُقطة إيجابيَّة.
2- للحكومة الجديدة، والتي تشكلَّت على أساس سياسي وليس طائفي؛ برنامج حكومي طموح، يحوي بين طيَّاته بنوداً تتعلَّق بالإصلاح والاستثمار والقطَّاع الخاص والتنمية المُستدامة وخلق فرص العمل ومحاربة الإرهاب وتعزيز سُلطَة القانون، هذا فضلا عن حل المشكلات السياسية مع إقليم كردستان والمتعلقة بمشاكل مثل الموازنة والمناطق المتنازع عليها.
3- لبعثة الأمم المُتحدَّة في العراق مُساهمة مُهمَّة في العملية الانتخابية، وذلك من خلال الاستشارات التي تُقدّمها للحكومة العراقية، من خلال خُبرائها في مجال الانتخابات. ففي الاستحقاق الانتخابي الأخير؛ كان للأمم المُتحدَّة دورٌ في إعداد ورقة الاقتراع، وهي مسألة مُهمَّة جداً. كما أنَّ دور الأمم المتحدة، في عمليات إعادة العد والفرز، قد أعطى مصداقية لتلك العملية.
4- الانتقال السلمي للسلطة والذي حدث بين رئيس الوزراء السابق الدكتور حيدر العبادي ورئيس الوزراء الجديد السيد عادل عبد المهدي ضمن المهل الدستورية هو موضع ترحيب من قبل الأمم المتحدة.
5- ترحب الأمم المتحدة بإجراء انتخابات كردستان ويعد ذلك خطوة بالاتجاه الصحيح، اذ جرت تلك الانتخابات بأجواء من الشفافية وتم التحقق من كل مزاعم التزوير.
6- نشاط بعثة يونامي في العراق لا يتوقَّف على منطقة مُعيَّنة، إذ أنَّهُ يُغَّطي جميع المُحافظات العراقية من الشمال إلى الجنوب، وإنَّ زيادة ذلك النشاط في المناطق المحررة من داعش؛ يرجع إلى سببين: الأول هو الحاجة الإنسانية المُلحَّة لتلك المناطق، والثاني يرجع إلى أنَّ أكثر تبرُّعات المانحين تكون مُخصصَّة، بالدَرَجة الأساس، لمُعالجة الحالات الطارئة.
7- تهتم بعثة يونامي في قضايا المرأة العراقية، وتسعى إلى مُساعدتها، لاسيَّما في الجوانب الاقتصادية، خصوصاً في المناطق المُحرَّرة. كما أنَّ للبعثة أنشطة مُهمَّة فيما يتعلَّق بالاستهداف الإلكتروني للنساء، إذ أنَّها تسعى، في ذات السِياق، إلى تنظيم ورش عمل إلكترونية، تضمن مُشاركة أعداد كبيرة من المشتركين، لاسيَّما من المناطق البعيدة، بهدف التوعية حول الجرائم الإلكترونية.
8- تهتم بعثة يونامي بأوضاع حقوق الإنسان، والانتهاكات التي يُمكِن أن تحصل في هذا الشأن. ومن مُنطلَق حِرصها؛ أرسلت البعثة فِرَق تحقيق إلى البصرة، بعد ورود أنباء عن انتهاكات لحقوق الإنسان أثناء التظاهرات.
9- تعمل بعثة اليونامي على مُساعدة العراق بموجب التفويض الذي تحصل عليه من مجلس الأمن ومُوافقة الحكومة العراقية. وللبعثة مجموعة من الفرق، منها فريق سياسي، وآخر انتخابي، وثالث تحليلي، تعمل، بمجموعِها، على مُساعدَة العراق في مُختلف الجوانب. كذلك يشمل دور البعثة التعاون مع مُنظمَّات المُجتمَع المدني في جميع أنحاء العراق.
10- يُعَّدُ العِراق من البلدان ذات الموارد الاقتصادية الكبيرة، إذ أنَّهُ يُصدِّر حوالي 3.7 مليون برميل، ولذلك لا يدفع المُتبرّعين أموالاً تتعلَّق بتحقيق التنمية فيه، إنَّما تقتصر أكثر التبرُّعات على مُعالجة حالات ما بعد الحروب، مثل النازحين وغيرهم.
11- انخرطت، بعثة يونامي في العراق، في التحضير لانتخابات مجالس المُحافظات القادمة، وهي في تعاون مُستمِر مع المُفوضيَّة العُليا المُستقّلة للانتخابات. وقد تمكنَّت البعثة من شمول كركوك بتلك الانتخابات، وهو تطوُّر مُهِم.
12- كان لبعثة يونامي مُحادَثات مع تُركيا وإيران حول مسائل المياه والأنهُر المُشتركة مع العراق، وترى البعثة ضرورة الحوار بين العراق وتلك الدول لحّل مُشكلة المياه.
التوصيات:
1. نسبة المُشاركة في الانتخابات، التي بلغت 44%، تعكِس عدم رِضا شعبي واسع على الأداء الحكومي. ولابُدَّ للسياسيين العراقيين أن يعملوا على تحقيق العدل والحكم الرشيد، والقضاء على الطائفية والمُحاصصة.
2. يجب على الحكومة مُعالجة المشاكل التي أدَّت إلى خروج التظاهرات في البصرة، المُطالبة بتوفير فرص العمل والقضاء على الفساد والتدخُّل الخارجي، والتي امتدَّت إلى مُختلف المدن العراقية. مع مُلاحَظَة أنْ ثمَّة تباطؤاً في الاستجابة لمطالب المتظاهرين.
3. حصول بعض المُرشَّحات على أصوات كثيرة في الانتخابات؛ نقطة إيجابية. ولا بُدَّ أن تكون هناك مُشاركة مركزية للمرأة في الحكومة وفي قراراتها. وإنَّ عدم وجود امرأة ومُمثّل عن الأقليَّات في الحكومة الجديدة؛ مسألة تدعو للقلق.
4. تحتاج الحكومة الجديدة الى إعطاء الأولوية للإصلاح بمختلف جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن خلق فرص العمل والتي يمكن ان تؤدي الى ترسيخ قواعد التنمية وتحقيق الازدهار والاستقرار.
5. تحث الأمم المتحدة رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي والكتل السياسية على اكمال تشكيل الحكومة العراقية، والذي تعثر بسبب الخلافات على بعض المناصب الوزارية اذ ان تأخر ذلك هو مبعث للقلق لدى الأمم المتحدة.
6. يحتاج العراق الى دعم ومساندة المجتمع الدولي والى الدعم السياسي المستدام من قبل القادة السياسيين العراقيين من اجل إنجاح تحقيق البرنامج الحكومي.