أقام مركز الرافدين للحوار R.C.D جَلسة حوارية" بعنوان الهوية الشيعية في العراق" المعنىٰ والسياسة بمقره في النجف الأشرف يوم الخميس المصادف 2019/3/1 القىٰ خلالها السياسي المُستقل والباحث في مركز الدوحـة للدراسات الدكتور حيدر سعيد ، مُحاضرة تناولت النِشوء التأريخي للتشيع وإرتباطه بالعوامل السياسية أكثر من الدينية 'بحسب الباحث' وإنتظامهِ بإطار مذهبي وأصول فقهية تميزه عن المذاهب الأخرىٰ ، وإن تسمية الشيعة شهدت تحولات عميقة في القرون القريبة نحو قيادة الإمامية الأثني عشرية وتوحيدها كفرقة مع التوسع الديمغرافي وأضاف إن بواكير تشكيل الهوية الشيعية  كـرابطة جماعية تَرجِع الىٰ بدايات العصر الحديث كصياغة متطورة تأريخياً للنظام الحديث وإنها جَمَعت التعريفات والمتماثلات بإطار سياسي وإجتماعي وتتحدد من خلال التطابق والتباين مع نسيج الهويات الأخرىٰ الناشئة

وتابع الدكتور سعيد القول إن البريطانيين رسخوا التقسيم الطائفي المناطقي وحاولوا تقويض ونفي القيادات الدينية في النجف وكربلاء وإن مشروعاً لبلورة حوزة ذات هوية عراقية توّجَ في زمن السيد محسن الحكيم  وإن تعبير"الشيعة"لم يكن يشير الىٰ جماعة دينية مغلقة في أدبيات تشكيل الدولة آنذاك وأستطرد في تفاصيل الحراك المجتمعي والسياسي عبر حقب تأريخية مهمة ساهمت جميعاً وعبر عدة عوامل في بناء وتكوين الهوية الشيعية ،وتابع قائلاً إن النجف تَبنت تمييزاً منهجياً بين نمطين هما الفعالية الدينية وهي 'كونية' تعني العلاقة بين المرجع والمكلف تتجاوز حدود الوطن والفعالية السياسية التي تقتصر علىٰ الإطار الوطني العراقي إذ كرست الهوية الحوزوية الشيعية العراقية وبعد الخمسينات ظهرت حركات سياسية يقودها رجال دين وأبناء مَراجع شباب وهي خطوة في تعزيز تلك الهوية رغم إن بعض تلك  التوجهـات السياسية رفض التفريق بين الطابع الديني والسياسي في أوائل السبعينات من القرن الماضي

 وجرىٰ خلال الجلسة التي حضرها نُخبة مهمة من الأكادميين وأساتذة الجامعات والمختصين في البحث العلمي ورجال الدين والسياسة نقاشات تباينت بين قبول محتوىٰ البحث وبين الرفض في حوارٍ هادف وبَنّاء وفعال يغني الباحثين في محصلتهِ النهائية لتكون مرجعاً لأصحاب الشأن والمهتمين .