إنَّ تسارع الأحداث في العراق أدَّى إلى ظهور صِفة العشوائية في المشهد الإعلامي العراقي، بالإضافة إلى اعتماد البعض أساليب غيـر لائِقة بتاريخ هذا الإعلام، والتي عبَّر عنها البعض بالكارثة التي ألمَّت به، والتأكيد على أهمية دراستها والوقوف على أسبابها، والبحث عمَّا إذا كانت هُنالك جهات تقِف وراء تلك الظواهر؛ أم أنَّها إفرازات للمرحلة التـي يمرُّ بها العراق. كما وافق البعض ذلك القول بأنَّ من المُهم أيضاً دراسة الآثار المُدمِّرة لتلك الظواهر على المُجتمع العراقي.
          كذلك تمَّ النقاش حول المُهمَّة الحقيقية للتعليم وللمُؤسَّسات التعليمية، إذ يعتقد الكثيـر أنَّ هنالك فرقٌ كبيـر بين إعطاء المعلومة وتعليم المعرفة. وإنَّ مُهمَّة التعليم النبيلة هي المعرفة والتمرين على التفكيـر واستفزاز العقل، وتنمية الحِس النقدي والمُساءلة. إنَّ المعلومة أمرٌ كمِّـي، ويُمكن الحصول عليه بسهولة، أمَّا تدريب العقل على التفكيـر والخروج عن النمطية والقوالِب الجاهِزة؛ فلا تَتُم إلَّا مِن خِلال المُعلّم والمُؤسَّسة التعليمية، التي تعمَد إلى تصميم برامِج تعليميَّة تستهدِف البُعد الفِكري للطالِب.

 

الاستنتاجات:
• يُعاني الإعلام العراقي الكثير من المشاكل، ومن أهمّها ظهور برامج تتعامل بلُغة لا تتناسب والذوق العام، وُتؤثّر سلباً على المُجتمع.
• هنالك ضبابيَّة في التمييز بين حُريَّة التعبير واحترام حقوق الآخرين وحقوق المُجتمع العامَّة، والتي تتمثَّل باحترام الذوق العام.
•  إنَّ الهدف من عملية التعليم هو تدريب العقل على استنهاض قِواه واستخدامها في حدودها القصوى، وهذا لا يتحقَّق بشكلٍ ذاتي.
• هنالك فرقٌ كبيــر بين الفاعلية الإيجابية للطالب، والإنفعال السلبي الناتج عن العملية التلقينية غيـر المُنتجة، والتي تُؤدِّي، بالغالِب، إلى الجمود الفِكري.
• إنَّ المناهِج التعليمية الصحيحة تهدف إلى خلق أساليب تفكيـر مُبتكرَة. فهـي ليست جمعاً للمعلومات، وإنَّما استخدام المعلومات كمادَّة خام للتفكير.

 

التوصيات:
• يجب اتخاذ إجراءات تصـحيحية تقود باتجاه عقلنة الخِطاب الإعلامي، مع التأكيد على حُريَّة الإعلام، ولكن بشكلٍ لا يُسيء إلى المنظومة القِيَميَّة والأخلاقية للمُجتمع العِراقي.
• يجب أن تكون القوانين والتشريعات الخاصَّة بحُريَّة التعبيـر واضِـحة، بشكلٍ يمنع التعَّدي على حقوق وكرامة الآخرين تحت عنوان "الحُريَّة الشخصية".
•  إنَّ أساس استدامَة الطاقات البشرية العِراقية هو تصميم برامِج تعليمية تُمكّن الطالِب من التفكيـر بشكلٍ صحيح ومنطقي، وليس مُجرَّد حفظ للمعلومات.
• أهميَّة تطبيق مبادئ عِلم النفس التربوي بشكلٍ مُحدَّث وفِعلي في المُؤسَّسات التعليمية العِراقية، وتفعيل دور المُرشِد التربوي في المدارس.
• يجب أن تكون مُخرَجات قطَّاعات التعليم العِراقيَّة بِما يَتوافق وحاجات المُجتمَع وسوق العمل، لكي يتُم تقليل فجوة البَطالة وتضـخُّم بعض الاختصاصات.

 

   أسماء بعض الأعضاء المشاركين خلال حوار الاسبوع:

(1) الدكتور عصام السعدي
(2) الدكتور باسل حسين
(3) الدكتور صباح زنكنة
(4) الدكتور عبدالزهرة الهنداوي
(5) الأستاذ قيصر الهاشمي
(6)الدكتور علي الدباغ
(7) الأستاذ إبراهيم الصميدعي
(8) الأستاذ عبد عوض
(9) الأستاذ كريم النوري
(10) الدكتور احمد الميالي
(11)الدكتور علي الياسري
(12) الدكتور رافد الازيرجاوي
ما يرد في هذه الورقة هو ملخص للآراء المطروحة في المجموعات الالكترونية الخاصة بمركز الرافدين للحوار RCD.