ملتقى الرافدين
أقيمت الجلسة الثانية عشر لملتقى الرافدين 2019-بغداد المنعقد من الثالث الى السادس من شباط الجاري، بعنوان " أمن العراق : الركن الأساس للأمن الإقليمي " وبالتعاون مع معهد تشاثام هاوس Chatham Houseالبريطاني تحدث فيها كل من :
1- السيد فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي
2-الاستاذ كريم سنجاري وزير داخلية اقليم كردستان العراق
3- البروفيسور توبي دوج باحث في كلية لندن للعلوم الإقتصادية
4- لينا الخطيب مدير برنامج الشرق الاوسط في معهد تشاثام هاوس
5-الفريق أول ركن عثمان الغانمي رئيس أركان الجيش العراقي
6- ريناد منصور مسؤول برامج العراق في معهد تشاثام هاوس ( إدارة الجلسة )
السيد فالح الفياض أشار الى إن الوضع الأمني مهم للمنطقة ، والعراق يمثل عقدة استراتيجية ، وان ظهور داعش أثار كل التناقضات في المنطقة ، فتأثرت تركيا وسوريا بالتتابع ، وأضاف السيد الفياض إن الوضع في العراق ودخول داعش فتح أبواب البلاد على مصارعها ، واصبحنا ساحة صراع دولية فضلاً عن الخلاف الامريكي الايراني وتأثيراته بالوضع العراقي ، وقال أيضاً إن المشكلة الاساسية في الداخلية ليس التأسيس بل الفساد وسوء الادارة وبالكوادر التي لم تحصل على التدريب الكافي وهي حالة افرزتها الحكومات المتعاقبة
فيما تحدث البروفيسور توبي دوج ان وزارة الداخلية منذ عام 2004-2006 مسيسه كثيراً، كما ان هناك مشاكل تتعلق بالفساد ، وأعداد الفضائيين التي قد تصل الى نسبة 25% ،
وان ما تم انجازه من 2009 – 2014 ادى الى دفع الاشياء للإمام، ويجب استدامة ذلك ، بعدها تناول الاستاذ كريم سنجاري الأمن في العراق قائلاً إن الفكر المتعصب ظاهرة عالمية ، فضلا عن كونها تمثل خطراً جسيماً على جميع القيم الدينية ، وقبل ان نفكر جدياً في مواجهة الإرهاب علينا ان ندرس الأُسس التي قام بها الفكر المتطرف والتي تسهُم في خلق بنية ارهابية وهذه هي الخطوة الاولى ، ان إستتباب الأمن والاستقرار يحتاج الى جدية للحفاظ على النسيج الاجتماعي ، والبدء بعملية مصالحة حقيقية بعيدة عن الإنتقام لمحاكمة من إنتمى لداعش وإرتكب جرائم ضد القوات الأمنية
الفريق أول ركن عثمان الغانمي قال إن الوضع الأمني يكاد ان يكون مستقرا وبدأ يعيد دوره في المحيط الاقليمي، وبدأنا بإعادة تنظيم الجيش بشكل ممنهج ، فضلاً عن تطوير المنظومة الاستخباراتية ، وتفعيل الصناعات الحربية ،
وحول العمليات الجارية في سوريا قال الغانمي لقد منعنا الارهابيين من التوغل في الأراضي العراقية ، وما كان ذلك إلا بثمرة جهود أبناء القوات المُسلحة ودماء شهدائه التي سقت زهرة الحرية لكافة مواطني البلاد ، وأضاف ان عقيدتنا العسكرية مستمدة من العقيدة السياسية ولا نسمح للعراق أن يكون ساحة تصفية للحسابات
لينا الخطيب في إجابتها حول السؤال الذي أُثير عن مدى تأثير الأمن في العراق على سوريا قالت ان هذه الحالة متداخلة، وهناك تعامل براغماتي بين القوى شمال شرق سوريا ، وقالت حول اللغط في مسألة الانسحاب الامريكي من سوريا بان هناك فرق شاسع فالحكومة العراقية هي التي تقرر ولكن بالنسبة للوضع في سوريا غير محسوم ، فالانسحاب ليس مضموناً
الواضح من خلال تصريحات السادة المتحدثين ومن والواقع الفعلي للأمن في العراق ، إن تأثيره قد تجاوز المنطقة والإقليم المحيط بالبلاد الى الساحة الدولية ، وهذا ما عملَ ملتقى الرافدين على إنجازه ، فقد إستطاع أن يستمع ممثلي تلك الدول لقادة الأجهزة الأمنية ولإستطلاع الأوضاع مباشرة ، وتقييم حجم التأثير وعلاقته بسياسات تلك الدول ، بحضور نُخب متقدمة من مراكز البحث الستراتيجي لمختلف دول العالم .