تعالت الأصوات المُستنكِرة لزيارة الرئيس الأمريكي لقاعدة عين الأسد العسكرية في محافظة الأنبار، كذلك ارتفعت الأصوات، المُنتقِدَة للحكومة العِراقية، بقسوَة تجاه موقفها من هذه الزيارة، وقد طرح البعض وجهة نظر أو تحليل منطقي للحالة، بالقول أنَّ الحكومة العِراقية قد فعلت ما بوسعها، وأنَّ قرار السيّد رئيس الوزراء، الرافض لـــمُقابلة الرئيس الأمريكي في القاعدة العسكرية، هو عين الصَواب.
          وضمن نفس السِياق وجَّه بعض المُتحاورين بوصلة النقاش باتجاه تحليلي، سُلّط الضوء على استقراء زيارة الرئيس الأمريكي لقاعدة عيـن الأسد العسكرية، ومُحاولة ربط تِلك الزيارة بالموقف الأمريكي الأخيـر القاضي بسحب قُوَّاتهِ من الأراضي السورية، ومِقدار تأثُّر الأمن العِراقي بذلك. كذلك أبدى البعض شكوكه حول التبـريرات الأمنية التي أطلقتها الحكومة الأمريكية لزيارة رئيسها بهذا الشكل إلى العراق.

 

الاستنتاجات:

• إنَّ التجاذبات السياسية في العراق هي التي تحكم الموقف، وتعمل على إخراجه بشكلٍ يتناسَب مَعَ مَصالِح فِئات مُعيَّنة داخِلَة ضمن أقطاب السِياسة العِراقية والإقليمية.
• العِراق لا يقف ذلك الموقف المُسيطِر الذي يُمكِّنه مِن اتخَّاذ ردود فِعل صارمَة مُقابل أغلب الدُول، وبالأخَّص الولايات المُتحِدَّة الأمريكية، وذلك لوجود اتفاقيَّة أمنيَّة بين البلدين.
•  تزايد ظاهرة هجرة الأقليَّات مِن العِراق إلى الدُول الأوربية بشكلٍ يعكِس سير الأحداث في الشارع العِراقي باتجاهات مجهولة.
• هُنالِكَ تبايُن كبيــر في الرأي السِياسي العراقي حول تعامُلات بعض الدول مع العِراق فيما يخّص السِيادَة العِراقية خِلال السَنوات الماضِية.
• إنَّ العِراق بحاجَة إلى تفعيل الأدوات الدبلوماسية بنفس القوة التـي تُستخدَم وتُحشَّد في استخدام الأدوات العسكرية عندَ مُواجهة الإرهاب.

 

التوصيات:

• يجب أن يكون الإعلام العِراقي هُوَ الفاعِل الأوَّل في تصوير المواقِف بشكلٍ واضِح، يعكِس الحقائِق، كما هي، للجُمهور ودون تحريف.    
• العِراق ما زالَ يمُّر بمرحَلة صَعبَة ما بعد داعش، وهو يَحتاج إلى العَلاقات الجيّدة مَعَ الدول الكُبـرى ومع دول الجوار لتحقيق مصالِحِهِ.
•  يجب أن تضع الحكومة الحلول الحقيقيَّة لظاهِرَة هِجرَة الأقليَّات مِن العِراق، وأن يَتعاوَن مَعَها كُل مِن مُنظَّمات المُجتمَع المدنيَّة والقيادات الاجتماعية، لحِماية الأقليَّات، وتوفيـر مناخ وطنـي يضمن حقوق الجميع.
• يجب أن يتُم توحيد الرأي السِياسي العِراقي تجاه حِمايَة السِيادَة العِراقية، واحترامها من قِبَل جميع الدول، وأن تكون الهُويَّة الوطنيَّة هي المُنطلَق لذلك.
• من المُهم، في إدارة الدولة، أن تعرف الحكومة أولويَّاتِها، وأن تعمَل على مُوازنة أدَواتها وفقاً لمُتطلَّبات كُل مرحَلة تمّر بها.

 

   أسماء بعض الأعضاء المشاركين خلال حوار الاسبوع:

(1) الدكتور عبد الزهرة الهنداوي
(2) الدكتور هاشم العبادي
(3) الأستاذ اصغر الموسوي
(4) الدكتور فرهاد علاء الدين
(5) الأستاذ علاء الحطاب
(6) الأستاذ كريم النوري
(7) الشيخ علي الخفاجي
(8) الدكتور صباح زنكنة
(9) الأستاذ مشرق عباس
(10) الدكتور احمد الميالي
(11)الأستاذ باقر فتاح
(12) الأستاذ ضياء الوكيل


ما يرد في هذه الورقة هو ملخص للآراء المطروحة في المجموعات الالكترونية الخاصة بمركز الرافدين للحوار RCD.