ملتقى الرافدين
تضمن برنامج لقاء القادة ضمن فعاليات ملتقى الرافدين 2019- بغداد ، إستضافة الشيخ قيس الخزعلي الأمين العام لعصائب أهل الحق ، والتي أدارها الإعلامي سرمد الطائي ، في حوار إستثنائي في الطروحات وغاية في الشفافية ، شارك فيه ولأول مرة عدد كبير من ممثلي المراكز البحثية لأكثر من عشرين دولة ، ونخب فكرية وشخصيات أكاديمية وحكومية من العراق والعالم
بدايةً قال الشيخ الخزعلي إن الولايات المتحدة لم تكتفي بتغيير النظام بعد عام 2003 وإنما حلَ مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجيش العراقي ، بعدها أصبح العراق ضعيفاً ، وعندما أريدَ بنائه على أسس رصينة أُتُهِم بأنه جيش طائفي و " دمج " ، وكذلك النظام السياسي (المحاصصة الطائفية) جعلت الحكومة والدولة ضعيفة وليس لها القدرة على اتخاذ القرار
أما إقتصادياً تميزت الفترة من 2003 انتشار الفساد المالي والاداري فطيلة الـ (15 ) عاماً لم يستفد العراق من وارداته ، والإشكال الآخر هو المجتمعي ، حيث ساهموا في ترسيخ الطائفية المجتمعية ، وكادت ان تصل الى الحرب الأهلية ودفع العراقيون آلاف الشهداء ، وذكر الشيخ الخزعلي في الجانب الامني الى تواجد المجاميع التكفيرية ، وكانت واجهات سابقة لداعش ، وهذه المجاميع عملت على ترسيخ الانقسام المجتمعي ، اذ أرادت ان يكون الاشكال سني شيعي فولدت بنتيجتها "داعش "
وأضاف أمين عام عصائب أهل الحق إن داعش لم يكن تهديداً عسكرياً فقط في الفترة بين الأعوام 2014-2018 وإنما ترك آثاراً إقتصادية وإجتماعية ، حيث تقف خلفهُ اجندات يراد منها الاستفادة في مشاريعهم الستراتيجية واستهداف حياة العراقيين ، وبالتالي إضعاف الدولة وإنهيارها ثم تقسيمها وجعل المجتمع متطرف فكرياً ، وعن الخطوت التي من الضروري أن تقوم بها الدولة هي تفعيل الاستخبارات، واعادة انتشار القوات العسكرية بما فيها الحشد الشعبي
وعن التواجد الأميركي في العراق قال الشيخ الخزعلي إن الأمر مرهون بتقدير المؤسسة العسكرية ، وهي من تحدد عديد الجنود ومناطق التواجد ، ورداً على بعض الاسئلة من قبل الحضور حول جمع قيادة الحشد الشعبي تحت عنوان واحد قال الشيخ الخزعلي اعتقد ان هذا تحدي ، وتطبيق القانون كفيل بتحقيقه ، ولا نحتاج الى قانون جديد حيث البند (5) و(6) من قانون الحشد الشعبي ذكر لزاماً أن يتم فك ارتباط منتسبي الحشد عن كافة الاطر الحزبية، والمشكلة في تطبيق ذلك القانون ، وهناك تخوف من دور الحشد الشعبي السياسي والفصائل التي أسست الحشد ، ونحن اعلنا التزامنا فيما يخص هذا الأمر ، وأضاف ان الحشد هو تجربة عراقية ناجحة عسكرياً ، وهل من الطبيعي ان تضحي دولة بامكانيات استفادت منها ، وقال اذا بقيت الامور ولم يحصل طارئ ستجتمع كل الفصائل تحت راية واحدة ، وان وجود المرجعية الدينية التي لن تسمح بان يخرج الحشد عن الاطار الرسمي للدولة
أخيراً وحول ما أثير من تسؤولات في هذا اللقاء قال الخزعلي إن الحشد الشعبي ليسوا معصومين ، ولكن ضمن المجالات المقبولة، في قمة اتهامات الحشد الشعبي لم تصل لمرحلة ما وصل إليه الجيش الأميركي من خروقات وتجاوزات في العراق ، وإن الازمة ليست ازمة شخوص ، وهناك مشاكل أخرى من ضمنها دستورية حيث نحتاج الى تعديله
ملتقى الرافدين 2019-بغداد حقق لقاءاً تأريخياً للمشاركين من صناع القرار والمؤثرين في توجهات السياسة الخارجية لدول مهمة لها الدور الأبرز في تشكيل الأحداث في العراق ومحيطه الإقليمي والمجاور .