ملتقى الرافدين
إستكمالاً لجلسات ملتقى الرافدين 2019-بغداد ، عُقدت الجلسة السابعة عشر والأخيرة بمقر مركز الرافدين للحوار RCD في النجف الأشرف ، بحضور شخصيات بحثية وأكاديمية وسياسية لعدد كبير من الدول ومن مختلف الإتجاهات الفكرية والسياسية والدينية ، تحدث فيها كلُ من :
1-السيد عز الدين الحكيم أستاذ الحوزة العلمية في النجف الاشرف
2-الدكتور عبد اللطيف الهميم رئيس ديوان الوقف السني
3-المطران شليمون وردوني نائب البطريرك الكردينال مار لويس ساكو
4-الشيخ ستار جبار حلو رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العالم
5-الشيخ الدكتور محمد مهدي التسخيري رئيس مركز حوار الأديان والثقافات الإيراني
6- الدكتور عبد الأمير زاهد ( إدارة الجلسة )
تناول السيد الحكيم في حديثه مدينة النجف الاشرف إذ بُنيت على أسس التنوع وقبول الاخر واستقبال المُختلف ،والاجتماع تحت مظلة واحدة هي العلم والمعرفة والحكمة والحوار ،كما إستشهد بشخصية الامام علي(عليه السلام )في قبول الاخر بأروع الصور وتقديمه المُثل العليا للاسلام العظيم ،وأضاف ان المرجعية الدينية عاشت زمن المعارضة والتهميش ، ولم تستخدم اساليب العنف ،ولم تدعو الى الارهاب والانتقام ، وركزت على الاحتواء في جميع خطاباتها وجمع الكلمة والابتعاد عن لغة العنف والتعامل الغير عقلاني
أما العلامة الدكتور الهميم فقد قال ان الارهاب والتطرف هو خطاب كراهية وليس دينياً وهو إنحراف عن هامش الفكر وفيه اختلالات هيكلية وبنيوية على المستوى الفكري والاجتماعي ،واضاف ان مهمة الدين هي ارسال التوازن في نفس الفرد وضمير المجتمع بقدر طاقة الانسان ولم يُكلف خارج طاقته ، وأشار ان الاشكالية هي ليست في التعدد بل في ادارة ذلك التنوع ،وبين ان الدول العربية والإسلامية فشلت في صياغة مشروع نهضوي حقيقي على مستوى التنمية الاقتصادية
المطران شليمون وردوني قال على رجال الدين ان ينشروا ثقافة السلام والاخوة في أساليب الخطاب ، ومن مختلف المنابر، ويجب علينا ان نُعلم الآباء والامهات التربية الدينية الحقه التي تقرب الانسان من الله ، ويجب ان ينصَب اهتمام الاديان على الانسان لانه فوق كل ما موجود في العالم المنظور وهو القيمة العظمى بعد الله ، واضاف علينا ان نتحاور كأخوة فكلنا عراقيون والدين لله والوطن للجميع، فنحن بناة المحبة ، ويجب ان يكون عملنا لخير العراق
الشَّيخ ستار حلو قال ان العراق عاش بتنوعه الديني والمذهبي لالاف السنين ولم يكن مثل هذا الاحتقان الطائفي منذ عام 2003 حيث ظهر للعلن ووصل حد سفك الدماء ،وقال ان علينا ان نبحث عن المسببات التي ادت الى هذالإحتقان ، ونحن كرجال دين ليس هناك اختلاف بيننا، فقد حضرنا عشرات المؤتمرات داخل وخارج العراق التي تدعو الى الحوار والمحبة، وتوصلنا الى قرارات مهمة منذ عام 2006 بنبذ الاحتقان وسفك الدماء ، وشدد على ضرورة أن يعاد بناء الدولة العراقية من جديد على اساس التمثيل المدني وابعاد الدين عن السياسية ويكون التمثيل فيها على اساس المواطنة
الشيخ محمد مهدي التسخيري قال ان العراق بحاجة الى مثل هكذا مؤسسات مدنية تجمع كل الطوائف والاحزاب والافكار المختلفة، وبحاجة الى الدعم المعنوي من قبل النخب الفكرية والعلماء لكي تتحول هذه الحوارات الى ظاهرة في اوساط المجتمع العراق وان نترك الكراهية وندخل الى وادي الاخوة والمحبة ،
والمشكلة التي لدينا ان كل منا يرى الحقيقة عنده لا غيره، وحول العلاقة بين الدين والمتطلبات الانسانية قال بان هناك من يحاول ان يروج هذه الفكرة الخاطئة بأن الدين هو العائق في الحياة الفردية والاجتماعية للانسان ، ونحن نعتقد بان الدين هو اساس الحياة سواء على مستوى الفرد او المجتمع، ونعتقد بالحكومة الدينية التي يكون فيها الحاكم العادل المحب للوطن وبعيد عن الفساد، مُشدداً إن الشخصية السياسية يجب تتحلى بالقيم الانسانية والدينية وتنظر لمصلحة الشعب
ملتقىٰ الرافدين كان حريصاً في تبني أفكار تعالج مختلف قضايا الأمة الرئيسية والحساسة ، ولم يغفل مفصلاً بقدر أهمية الدين والسياسة وما يجب أن يكون عليه الواقع المثالي بالتعاطي مع العقيدة وسلوك رجالات الدين والدولة ، لقد حقق مركز الرافدين للحوار RCD إنجازات متعددة في ملتقى الرافدين 2019-بغداد ، حيث أختصر الزمن، وتخطى الأماكن ، ووضع سلسلة برامج لتقييم الواقع وتقويم الأساليب .