العِراق هُو رمز التنوُّع والتناغُم الديموغرافي في المنطقة، لِذا يجبُ أن يَعلو صَوت الوئام والانسِـجام بَين العِراقِيين. فالتنوُّع العِراقي يَمتلِك التفرُّد مِن حَيثُ طبيعَة العَلاقات بينَ أبناء العِرَاق بمُختلَف دياناتهم وأطيافهم، وأنَّ الاحتِفال مَعَ المسيحيين بأعيادِهِم هُوَ احتِفال بمُناسبة عِراقية، يشترك فيها جَميع العِراقِيين مِثلما يَشترك جَميع العِراقيين في مُناسَبات المُسلمين المُختلِفة، ومنهُم المسيحيين.

          وقد أشارَ البَعض إلى مَفهوم الدَولَة الحَضارية ومُكوِّناتِها التـي تتضمَّن الجانِب المادي، والمُتمثِّل بالمُنجَزات المادِيَّة، مِن وَسَائِل تواصُل وتكنلوجيا، وهو ما يُعرَف بالمدَنية. والجانِب المعنوي، الذي يتصِّل بالأفكار والعَقائِد والفنون والتقاليد، وهو تعبيـر عن مُكوِّنات الثقافة. وتكون الحضارة هي المُركَّب الذي يجمَع الإثنين معاً. لِذا من الأفضل أن يُقال دولة حضارية ولا يُقال "دولة مَدَنية". وبرغم اختلاف التسمِيات؛ إلاَّ أنَّ الجَميع أكَّد عَلى حاجة العِراق المُلِّحة لأن يكون دولة خادمة لشعبها ولإرثها الفِكري والمادي

الاستنتاجات:

• إنَّ الهَدَف من سَعي الإنسان للتحضُّر هو تحسين جَودَة حَياتِه وتحقيق الرفاهِية والسَعادة، وذلك مِن خِلال توظيف الجَوانِب المَعنَوية والمادية للحَضارَة.

• لِكي تكون الدَولة حَضاريَة؛ يتوجَّب عليها أن تكون حاضِنَة للمُواطِن وتُشبِع احتِياجاتِه الأساسية، والتـي أصبَحَت مِن البَديهِيَّات في الدُوَل المُتقدِّمَة.

•  لا تتطابَق الدُول من حَيث مَعايير تطبيق مَبادِئ خِدمَة المُواطِن، وذلك نتيجة الظروف الخاصَّة لكُل دَولَة مِن الناحِيَة الاقتِصادِيَّة والاجتِماعية.

• إنَّ جَميع الأديَان السَمَاويَة ركَّزت عَلى مَبَادِئ الأخوَّة والتسَامُح والمحبَّة بَينَ الناس، واحتِرام الاخَر المُختلِف، وتقدير قِيَمِهِ ومُعتقدَاتِه.

• هُنالِكَ العَديد مِن دُوَل العَالم تُجسِّد، بدَرَجات عَالِية، تجارب ناجحَة فـي إقامَة الدَولة الحَضاريَة الحَديثة، ويَظهر ذلِكَ مِن خِلال المُؤشّرات العَالمية الخاصَّة برَفاهِية الإنسَان فيها.

التوصِيَات:

• إنَّ الدَور الحَقيقي لمُنظمَّات المُجتمَع المَدَني هُوَ مُسَاعَدَة الحكومَة في بناء نِظام مُؤسَّساتي يخدم المُواطِن ويُحقِّق رَفاهِيَته.

• إنَّ توفير الخدمَات الأساسية للمُواطن العِراقي يتطلَّب ثورة ضِدَّ الفسَاد بمُختلَف أشكالِه، ووَضع أسَاس رَصين لإدَارَة مَلَّف الخدمَات يَعتمِد عَلى الاختِصاص والِمهنِية.

• يَجب عَلى النُخَب العِراقيَة أن تعمَل عَلى تصميم إطار مَفاهِيمي، يُبيِّن شكل الدَولة الحَضارية الذي يَتوافَق مَعَ طبيعَة العِراق عَلى مُختلف المُستوَيَات.

• يجب تهدِئة ردود الأفعَال العَنيفة للجمهور، والناتِجَة عَن الحَملات الإعلامِية عَلى شبَكات التواصُل، التـي تُضـخِّم وتُحرِّف الكثيـر مِن المواقِف والأحدَاث.

• مِن الجيِّد أن يَعمَد العِراق إلى الاستِفادَة مِن تجارب الدُول المُتقدِّمَة، خصوصاً فيما يتعلَّق ببدَايات نهوضها نحوَ رَفع مُستوى مَعيشة مُواطِنيها.

   أسماء بعض الأعضاء المشاركين خِلال حِوار الأسبوع:

(1) الاستاذ محمد الشبوط 

(2) الدكتور يوسف الطائي 

(3) الأستاذ عبد الرسول القرشي

(4) الأستاذ عبد عوض

(5) الأستاذ علي الفرهود

(6) الأستاذ إبراهيم الصميدعي

(7) الأستاذ حسام الغزالي 

(8) الدكتور فلاح شمسة

(9) الأستاذ قيصر الهاشمي 

(10) الأستاذ رحمن الجبوري

(11)الأستاذ نصار الحاج 

(12) الأستاذ كريم الانصاري

ما يرد في هذه الورقة هو ملخص للآراء المطروحة في المجموعات الالكترونية الخاصة بمركز الرافدين للحوار RCD.