بيان استذكار
يمر التاسع من نيسان ليعيد للأذهان صورا رسمتها مخيلة كل عراقي وعراقية كل شاب وشابة من كل طائفة من طوائف الوطن ومن كل مكون من مكوناته تلك الصور والمخيلات التي ارتبطت بإزاحة طغمة ارادت ان تسرق الامل من نفوس الشباب والبسمة من شفاه الأطفال وارادت للعراق ان يظل رازحا تحت سطوة جلادها غائرا في عمق ظلامها، لكنها ارادت وأراد الشعب الابي، فلم يتحقق الا ما أراده الشعب، فهُزمت طغمة البعث وأُزيحت عن صدر عراق المقدسات.
في التاسع من نيسان يستذكر فيه العراقيون الجريمة الشنيعة التي ارتكبها نظام البعث بإعدامه عالما ربانيا مخلصا لدينه ووطنه اية الله السيد محمد باقر الصدر قدس سره واخته الشهيدة العلوية بنت الهدى، ذلك العالم الذي تحدث الى الشيعي والسني بلغة واحدة فكان داعية للوحدة ومنبرا للتلاحم ضد الظلم والطغيان، ان جريمة اعدام الشهيد السيد محمد باقر الصدر مثلت سابقة في تاريخ العراق الحديث، فالعلماء الذين هم موضع احترام وفخر واعتزاز والهام الشعب العراقي قد انتهكت حرمة دمائهم وقدسية علمهم بإعدام الشهيد الصدر. ان تلك الجريمة التي أقدم عليها نظام صدام تعكس بطبيعتها وملابساتها قصر نظر ذلك النظام وعدم ادراكه لطبيعة الشعب العراقي الغيور على دينه ووطنه. ففتح ذلك العمل المجرم بكل المقاييس الإنسانية الباب امام سلسلة من التضحيات وقوافل الشهداء وملاحم الإباء سطرها أبناء الشعب العراقي بكل مكوناتهم في تحديهم لسطوة ذلك الجلاد فاستبسلوا في التضحية في سبيل دينهم ووطنهم حتى كانت نهاية تضحياتهم ان سقط النظام وبقي الشعب العراقي شامخ وابي على الطغاة والمتجبرين كما كان منذ الازل.
ان تزامن ذكرى اعدام الشهيد الصدر مع ذكرى التحرير مدعاة للعراقيين جميعا ان يستذكروا ان نهج الطغيان لا يدوم وان نهج العلماء هو الدعوة للوحدة والتلاحم والتحاور والتصالح لا نهج الابتعاد والفرقة والتخاصم، فكلمة العلماء هي كلمة الوطن الواحد والشعب والواحد، لترسم تلك الكلمة المستقبل المشرق لكل أبناء هذا البلد المعطاء بعلمائه وشهداءه، ولتبقى الدماء الطاهرة للشهيد الصدر ولكل الشهداء نبراسا ينبر طريق الحرية يعطرها بعطر الانتماء الى العراق الواحد.

مركز الرافدين للحوارRCD
9/4/2018