نظم مركز الرافدين للحوار القسم الانكليزي محاورة صوتية مع القائم بالاعمال في السفارة الامريكية في بغداد السيد جوي هود تحت عنوان (دور العراق في تقليل التوتر المتفاقم في المنطقة، وجهة نظر امريكية)
نظم مركز الرافدين للحوار القسم الانكليزي محاورة صوتية مع القائم بالاعمال في السفارة الامريكية في بغداد السيد جوي هود تحت عنوان "دور العراق في تقليل التوتر المتفاقم في المنطقة، وجهة نظر امريكية"
======
بغداد- الخميس، 16 ايار 2019
يعد العراق أحد أهم الشركاء الإستراتيجيين لأمريكا في المنطقة، وحكومة الولايات المتحدة لديها ثقة تامة في تصميم قوات الأمن العراقية على الحفاظ على سلامة اُناسُنا. جميعكم تعلمون ذلك، لكنني أردت التأكيد على هذه النقاط الأساسية بينما نناقش الأحداث الحالية الليلة. لقد سمعتم جميعًا الآن بأن وزير الخارجية اصدر توجيهات لبعثة الولايات المتحدة لتقليص عدد موظفينا غير الأساسيين، وأنا أعلم أنكم تفهمون بأن هذه هي خطوة نتخذها في أي مكان في العالم لحماية أنفسنا عندما نعلم بوجود تهديدات أمنية متزايدة ضد الأميركيين، أو عندما تكون هناك كارثة طبيعية أو وباء أو انهيار للنظام المدني. نحن نريد أن نتأكد، في مواقف مثل هذه، من أننا قادرون على تحريك أفرادنا بعيدًا عن نطاق الأذى بسرعة في حال احتياجنا لذلك.
هنا في العراق، حسب اغلب المعايير، لدينا أكبر سفارة في العالم، ونحن نبني أكبر قنصلية في العالم في أربيل، وعليه ان نكون قادرين على نقل هذا العدد الكبير من الناس بسرعة عند الحاجة يمكن أن يكون تحديا لوجستيا. ما أدى إلى قرارنا بسحب الموظفين غير الأساسيين هو التهديدات التي نلمسها من إيران وشركائها هنا في هذا البلد وفي المنطقة. أعلم أنكم ستقدرون لماذا لا أستطيع التحدث عن جوانب محددة من تلك التهديدات بما يتجاوز ما سمعتموه بالفعل من الوزير. يكفي أن نقول أننا نعتقد أنها محددة وذات مصداقية.
ستبقى السفارة والقنصلية في أربيل مفتوحة وسيظل بعض الموظفين - بمن فيهم أنا - في مكانهم للحفاظ على البرامج والاتصالات الأساسية مع شركائنا وأصدقائنا العراقيين. وتشمل هذه المساعدات الإنسانية ومساعدتنا لتحقيق الاستقرار، والتي تصل إلى أكثر من 2.5 مليار دولار منذ عام 2014. وعلى سبيل المثال اتصلت قبل بضعة ايام بأسقف كلداني لسؤاله عن رأي أبناء أبرشيته في إعادة تأهيل 64 منزلاً قمنا بتمويلها في مدينة باطنايا الواقعة شمال الموصل. ولقد شعرت بسعادة غامرة عندما سمعت عن مدى سعادته هو وأهالي البلدة بالعمل وعندما قدم مباركته. البعض منكم قد شاهد انني منذ حوالي شهر سافرت إلى الفلوجة للإعلان عن تعهد بمبلغ 100 مليون دولار نقدمها للأمم المتحدة لإعادة تأهيل المستشفيات والمدارس وشبكات المياه والشبكات الكهربائية في الأنبار. سنبقى ملتزمين بهذا النوع من العمل لمساعدة الناس على العودة إلى ديارهم والازدهار هناك.
ومع ذلك، فإن بعض أعمالنا، مثل إصدار التأشيرات الروتينية، سيتم تخفيضها أو تعليقها مؤقتًا، ولكن الموظفين الباقين وانا سنبذل قصارى جهدنا للحفاظ على علاقاتنا مع العراق وثيقة وقوية، ليس فقط لاننا نحب ان يكون لدينا اصدقاء ولكن ايضا لأننا نعتقد أنه من مصلحتنا القومية الحيوية أن نرى حكومة عراقية قوية ومستقرة وذات سيادة قادرة على مواجهة جميع التهديدات الرئيسية.
الجهات السيئة داخل العراق وخارجه قامت بتحدي - ونعم ، بتهديد - تلك العلاقة الوثيقة. هزت داعش أسسها ولكنها لم تستطع إسقاطها. وقام آخرون بتمويل ودعم الجماعات المسلحة المختلفة التي لا تستجيب بالضرورة لتوجيهات رئيس الوزراء. لقد عبرنا عن قلقنا علنًا وسرًا بشأن الخطر الذي تمثله بعض هذه المجموعات على الأفراد الأمريكيين، وبالاضافة الى ذلك هناك سياسة رئيس الوزراء المعلنة بوضوح بأن العراق يجب لا يصبح ساحة معركة لبلدان أخرى. ونحن نقدر كثيرا جهود الحكومة في هذا الصدد. ونوافق بشدة على هذا المبدأ، والتزامنا بذلك منصوص عليه في القسم الأول الفقرة 4 من اتفاقية الإطار الاستراتيجي للصداقة والتعاون و التي تنص على أن "الولايات المتحدة لن تستخدم الأراضي او المياه او الاجواء العراقية كنقطة عبور أو انطلاق لهجمات ضد بلدان أخرى."
نحن ندرك أن أي هجوم داخل العراق ضد الحكومة أو ضيوفها المدعوين، مثل التحالف الدولي، أو من الأراضي العراقية ضد بلد آخر، بغض النظر عمن قام بتنفيذ ذلك الهجوم، سيعرض للخطر الانجاز الكبير الذي حققه حتى الآن رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان الذين بعملهم المشترك اوصلوا علاقات العراق مع جيرانه إلى مستوى غير مسبوق في التاريخ الحديث لهذا البلد.
فكروا كيف سيصبح مدى قوة الحكومة العراقية وثقتها بنفسها واستقلالها بوجود علاقات تجارية وسياحية ودبلوماسية واسعة النطاق مع جميع جيرانها بدلاً من واحد أو اثنين فقط، وكذلك مع أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا.
وهنا، لا بد لي من الخلاف مع مشرفنا العزيز، الدكتور فرهاد، عندما قال في مقالته الأخيرة "أن الأمريكيين يشعرون بالقلق من الاتفاقات التجارية الأخيرة المبرمة بين العراق والسعوديين والفرنسيين والألمان بعد الزيارات عالية المستوى التي اجراها الرئيس برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي لهذه البلدان." هذا ليس صحيحا على كل حال. طالما يتم منح شركاتنا فرصة عادلة للتنافس مع الآخرين، فإننا ندعم مثل هذه الاتفاقات لأنها تساهم في تطوير الاقتصاد العراقي. تخيلوا لو أن العراق يمكنه تحقيق فائض تجاري سنوي قدره 10 مليارات دولار مع العديد من الدول، كما يفعل مع الولايات المتحدة، وليس عجز تجاري بقيمة 13 مليار دولار، كما يفعل مع إيران. إن تلك الرؤية للمستقبل، والتي يحاول رئيس الوزراء جاهدا إرساء الأسس لها، تتعرض لخطر كبير عندما تستخدم دولة أو أخرى شركائها ووكلائها لتهديد الآخرين في العراق أو من العراق.
كما قال الرئيس ترامب، نحن لا نريد حرباً مع إيران، ونعتقد أن إيران تتفهم الاخطار والمخاطر الهائلة التي ستواجهها إذا كانت ستهاجم أفراد أو منشآت أمريكية في العراق أو في أي مكان آخر. لقد سمعنا المرشد الأعلى يقول إن إيران ايضا لا تريد الحرب، ولكننا نعرف ونرى أن النظام الإيراني قد دعم الإرهاب والعنف ضد إرادة الحكومات في بلدان متعددة. وهذا هو أحد الأسباب التي دفعت حكومة الولايات المتحدة إلى تشديد العقوبات على النظام الإيراني، بما في ذلك عناصر الحكومة والجيش المعروفة بدعم الإرهاب. نريدهم أن يوقفوا هذا السلوك وأن يفكروا في مستقبل مختلف، يكون فيه جيران إيران قادرين على التمتع بعلاقات متوازنة وطبيعية معها. ونحن على استعداد للجلوس وبدء تلك المفاوضات، ونعلم أن شركائنا العراقيين يبذلون قصارى جهدهم لدعم هذه النتيجة.