تباينت ردود الفعل بعد الاعلان الذي فاجئ العالم بالاتفاق على تطبيع العلاقات بين الامارات وإسرائيل، والظاهر انه لم يأت بين عشية وضحاها لانه من المؤكد ان اقامة مثل تلك العلاقات قد تمت ببذل بجهود مسبقة
الموقف الفلسطيني من الاتفاق بينه الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الذي اكد ان الاتفاق قد "نسف المبادرة العربية للسلام"، وهو "خيانة للقدس والأقصى وقرارات القمم العربية والإسلامية والشرعية الدولية وعدوانًا على الشعب الفلسطيني".
ويرى البعض ان هذا التطبيع سيجعل الحضور الاسرائيلي في البلدان العربية علنيا ورسميا، وان حالة الضعف والهوان لتلك البلدان قد سهل لامريكا واسرائيل ان يغتنمان الفرصة ويتمدد نفوذهما فيها..
وفي هذا السِياق؛ أبدى السادَّة أعضاء مركز الرافدين للحِوار R.C.D رؤيتهم، من خِلال النِقاش الذي دَار بينهم حول ذلك الموضوع، وقد كان من ضِمن المُتحاورين كُل مِن السادَّة:

1. الدكتور نعمة العبادي| باحث وكاتب
2. الاستاذ رزاق السلطاني| رئيس منظمة راصد لدعم النزاهة العراقية
3. ‏‪الاستاذ حسين الهاشمي| اعلامي
4. الاستاذ علاء الخطيب| كاتب واعلامي
5. الاستاذ زين العابدين الحيدري| مدير قناة الايام الفضائية
6. الاستاذ رافع عبد الجبار القبطان| عضو الهيئة السياسية لكتلة سائرون
7. الشيخ محمود الجياشي| استاذ في الحوزة العلمية
8. الاستاذ مزاحم التميمي‏| عضو مجلس النواب العراقي
9. الدكتور جواد الهنداوي| رئيس المركز العربي الأوربي للسياسات وتعزيز القدرات/ بروكسل

وتضمَّن الحِوار الذي دارَ بينهُم ما يأتي: -

قال الدكتور نعمة العبادي: على الجميع ان يفهموا، ان اسرائيل الفكرة والدولة قائمة ودائمة في ظل سردية دينية وتاريخية محددة، تتضمن موقفاً واضحاً من التاريخ السابق، وتقتضي اجراءات محددة لضمان مستقبل مرسوم طريقه في اطار بشارات دينية ثابتة، الامر الذي يجعل احلام بعض المتخرصين، ان تتحرك اسرائيل بمنطق الدولة والمصالح ومجريات السياسة التقليدية، هي مجرد اوهام، لذلك من يقرر قبول اسرائيل، عليه قبولها بسرديتها الدينية كما هي. اتمنى ان تفتح هذه الملاحظات آفاقاً لنقاش اوسع واعمق..

ويعدها الاستاذ رزاق السلطاني: أكبر كذبة للحكومات العربية هو مناهضة التطبيع ورفضه شكليا.. فلو كانوا صادقين بأقوالهم اي الحكومات العربية وغيرها. فأول وأهم الخطوات هو طرد سفراء الإمارات من دولهم حتى تترجم الأقوال بأفعال صحيحة. ولكن القوم في السر غير القوم في العلن فلا ينطلي علينا لا شجب خجول ولا رفض متردد.

ويقول الاستاذ حسين الهاشمي ان العلاقات مع اسرائيل ليست مفصلية في علاقات الدول مع بعضها البعض فهذه امريكا وروسيا واوربا ومصر والاردن وتركيا يقيمون علاقات مع اسرائيل وبنفس الوقت للعرب  والدول الاسلامية علاقات دبلوماسية معهم بدون اي اشارة للعلاقات مع اسرائيل وبالتالي الاعتراض على الامارات غير مبرر وماذا فاد الاعتراض على مصر والاردن ؟؟

 

"لا أكره في السلام ولكن !!!!"

‫‫ الاستاذ علاء الخطيب لا أحد يريد الحرب وليس هناك من يعادي اسرائيل ترفاً . الذين انتقدوا التطبيع الاماراتي  مع اسرائيل ليسوا ضد السلام ، ولا يشجعون الحرب او يرغبون بها ، وأعتقد الشعوب العربية والاسلامية كبقية شعوب الارض تحب السلام والامن والاعمار،  ولكنها تريد السلام مقابل السلام ...  والسلام مقابل الحل العادل والشامل كما كان يرددها الرئيس حافظ الأسد، أو السلام  مقابل الارض وحل الدولتين  كما اقترح الملك عبد الله بن عبد العزيز وليس سلام دون مقابل أو مقابل الوهم.

او سلام أضعف الايمان   كما يراه  الشيخ حمد بن جاسم وزير خارجية قطر السابق ذو المواقف المعروفة والشهيرة بالنسبة للعلاقة مع إسرائيل، فيحدد  نوع السلام وشكله يقول: ان السلام لابد  ان يقوم على اسس واضحة حتى يكون التطبيع دائماً ومستمراً ومقنعاً للشعوب.

للاسف بعض الاعلام العربي يسوق مغالطة منطقية، ويريد ان يكرسها في عقل الانسان العربي أن المقاومين لاسرائيل هم اعداء السلام، وضد الامن والاستقرار في المنطقة ، بينما الامر عكس ذلك تماماً.

الشعب العربي يريد ان تكون المواقف العربية موحدة قوية وليست مواقف مجتزئة تجعل اسرائيل تستفرد بالعرب. ‫

‫البعض يقول ان السلام ضروري وحاجة ماسة لشعوب الشرق الأوسط التي عانت ولازالت تعاني من الحروب وويلاتها. وهذا قول صحيح وعقلاني ولا يختلف  عليه عاقلان . ولكن الخلاف ليس على مضمون السلام بل على شكل السلام. فأي سلام يبحث عنه الخليجيون.

‫ما الذي تستفيده دول الخليج من التطبيع مع اسرائيل؟

اوافق تماماً وجهة النظر الاماراتية والعربية والعالمية التي تقول ان الاتفاق بين الامارات واسرائيل يدعم عملية السلام  فأي تفاهم بين دولتين  في المنطقة ينعكس بشكل او بآخر على كل دولها، ولكن لا يمكن النظر للسلام  بعين واحدة، فالباحث عن السلام والاستقرار عليه  ان ينظر الى المشكلة برمتها وليست الى جزء منها ، فلا يمكن ان اعمل سلام من جانب واستعدي جانب اخر، ولا يمكن ان اعمل سلام واتغاضى عن المشكلة الرئيسية التي اشعلت المنطقة ، وهي حقوق الشعب الفلسطيني .

إذاً من المستفيد من التطبيع.. بالتأكيد المستفيد الاول في هذه الاتفاقيات هي اسرائيل كي تصل الى المياه الدافئة وتحقق حلمها من النيل الى الفرات.

 

 "ماذا تنتظر  الأمارات  من علاقة التطبيع الرسمي مع اسرائيل؟"

ويقول الدكتور جواد الهنداوي لم تكْ للإمارات حاجة سياسية او اقتصادية او اجتماعية او جغرافية للتطبيع مع اسرائيل. علاقة التطبيع هي، بالأحرى ،حاجة آنيّة و استراتيجية امريكية و اسرائيلية، و ما على الامارات اليوم ، وعلى غيرها غداً وفي التوقيت المناسب، الاّ الانصياع والتنفيذ . سّرْ وجود الامارات على خارطة و جغرافية المنطقة يتمثّل في هذه الحاجة الآنية و الاستراتيجية الاسرائيلية و الامريكية . علاقة التطبيع الرسمي هي اعلان لاختتام مرحلة التعاون الإماراتي الاسرائيلي السري ، و جوهره وطبيعته تآمر على قضية فلسطين لإيصالها الى المحطة التي وصلتها اليوم ، وهي ( محطة تصفية القضية الفلسطينية ) ، و كي نكون منصفين و موضوعيين ، ساهمت بعض القيادات و الشخصيات الفلسطينية و العربية في ان تصل قضية فلسطين الى محطة التصفية ؛ ايضاً ،من أهداف التعاون الإماراتي الاسرائيلي السري تآمر على مصالح العرب كقوة و كأمة و كدولة ، و تآمر على مصالح المنطقة ، ولصالح امريكا والإمبريالية و الصهيونية .

لا شيء تنتظره الامارات من علاقة التطبيع سوى رضا امريكا و اسرائيل و حمايتها ، لا مِنْ ايران و إنما من الأشقاء .أولمْ يغزوا العراق الكويت ! أَوَلمْ تتحدث تقارير صحفية عن ما كان في نيّة المملكة العربية السعودية من خطة لغزو قطر ! امريكا واسرائيل ،كلاهما ينتظران من الامارات المزيد من الانخراط والعطاء في ارساء و ترسيخ و توسيع هذه العلاقة.

عبّدت الامارات طريق التطبيع الرسمي بين دول الخليج و اسرائيل ، و ستسلك البحرين ، وقبيل الانتخابات الامريكية ، الطريق ، وتليها عربة المملكة العربية السعودية ، وهذا ما ينتظره نتنياهو و ترامب .

 

من جانبه ذكر الاستاذ زين العابدين الحيدري في مداخلته ما ورد في بيان تحالف الفتح بشأن الاتفاق على تطبيع العلاقات بين الامارات واسرائيل: لقد امتدت اليوم ألسن الباطل وتصافحت أيدي التخاذل ضد القضية الفلسطينية ، ونحن في تحالف الفتح ، إذ نعبّر عن إدانتنا لهذه الخطوة المشينة ، نطالب الضمير الاماراتي الشعبي والضمير العربي والإسلامي بالوقوف إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني التي حولها حكام الامارات إلى لعبة شطرنج وجسر للعبور إلى أهدافهم الأمريكية على حساب نضال الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية،  مثلما نطالب بإحياء الوعي الإسلامي لإظهار القيم الإنسانية ، فهذه الأمة ليست حكام الامارات ، بل هي هذا الوجود المتنامي وعيا ومقاومة وبسالة على امتداد مساحة الأمة،  ولأجله ندعو جميع الشعوب والدول العربية والإسلامية إلى مقاطعة حكام الامارات وكل من تمتد يده لمصافحة الأيادي القذرة للصهاينة المحتلين .

ندين التطبيع مع إسرائيل لأنه يمد هذا الكيان بالحياة والشرعية والاعتراف بوجوده السرطاني القائم بالقتل والاستهداف وقضم الأراضي الفلسطينية منذ 70عاما والمصافحة اعتراف!.

ولذلك نقول: ماذا بقي من فلسطين حتى يضع الاماراتيون بند إيقاف الاستيطان شرطا لإبرام اتفاق التطبيع مع إسرائيل؟.. إنه تطبيع الخدعة واتفاق المتخاذلين.

ونقولها للطرفين الاماراتي والإسرائيلي : إن الثورة لاتنتهي والأجيال الفلسطينية الحالية والقادمة حية ولا تستسلم والنضال الوطني الفلسطيني مستمر،  والقدس، كما قال الامام المغيب موسى الصدر ، لا يحررها إلا المؤمنون الرساليون.

ما تم أمس لن يشكل إلا عارا لمن وقع وأبرم  وانزلق في الحضيض الإسرائيلي الأمريكي ولن تتخلى الأمة عن قدسها وكرامتها وعقيدتها أبدا وستبقى فلسطين مهما تآمر المتآمرون حرة أبية وتبقى القدس عاصمتها التاريخية وإلى الأبد.

 

وقال الاستاذ رافع عبد الجبار القبطان: أي تطبيع مع اسرائيل يعطي شرعية ما قاموا به لأكثر من سبعين عاما، ويشرعن احتلالهم لفلسطين.

 

ويرى الشيخ محمود الجياشي: بأن هناك خيار آخر.. (سياسي وليس دينياً أو اخلاقياً) وهو ترك القضية الفلسطينية.. من دون الدخول في صلح مع اسرائيل ...

 

لماذا الاصرار على أن الحلّ هو التطبيع ؟!

وقال الاستاذ مزاحم التميمي‏  سيتفق العرب يوما، ربما من خلال جامعتهم العربية العتيدة،  على أنهم كانوا طوال تلك السنين على خطأ فادح في صراعهم مع الصهاينة المساكين الذين تبين أنهم مظلومون وأن الفلسطينيين متآمرون قد استولى بعضهم على حق الصهاينة في فلسطين ( لم يعد هناك من داع للاستمرار باستخدام هذه التسمية التي ستكون غريبة على مسامع العرب في السنين القادمة ) وأن هؤلاء الفلسطينيين باتوا مصدر ازعاج وارهاب لأبناء العم من اليهود ( الصهاينة فليس كل أبناء العم صهاينة ) فلابد من طردهم من الأراضي التي هم فيها وأن الحركة الصهيونية حركة تنويرية أسأنا فهمها ولابد من تصحيح هذا الوضع عاجلا والفضل في ارشادنا الى هذا المنجز العظيم يعود الى الزعيم القائد ترمب والى صهره الفذ كوشنير والى ذكاء ابن العم البطل نتن ياهو، وطبعا، الى عبقرية وحكمة وشجاعة قادة العرب أدامهم الله وأهلكنا كيلا نرى أحدا منهم ولا نشهد أفعالهم التي تريد الخير لنا ولكننا ، غضب الله علينا، جاحدون مكابرون معاندون.

 

"الموقف العربي الرسمي و موقف العراق تجاه التطبيع الإماراتي-الاسرائيلي: اخطاء ومخاطر استراتيجية"

وتطرق الدكتور جواد الهنداوي في مداخلته: الى ان تاريخ وواقع تعامل اسرائيل مع الدول العربية أثبتَا وبرهّنا لاسرائيل وللعالم ولنا ايضاً حقيقة  مفادها هذه المعادلة : تمادي اسرائيل في التعدي على حقوق الفلسطينيين والعرب ، و احتلالها المزيد من أراضيهم، والتوسّع على حساب جغرافيتهم، ورفضها مبادراتهم أفعال تدفع  السلطة الفلسطينية و بعض الحكومات العربية الى الاستسلام والتنازل عن حقوقهم و ثوابتهم لصالح اسرائيل .

يمضي هذا البعض من الدول العربية في المسار الاستراتيجي المرسوم من قبل الصهيونية و واجهاتها الدولية ( امريكا و اسرائيل ) ، وهو ذات المسار الذي مضتْ فيه وخسرتْ و ندمتْ السلطة الفلسطينية بعد اتفاقيات أوسلو ،في تسعينيات القرن الماضي .

بعض الدول العربية ايدتْ و دعمت قرار التطبيع الإماراتي -الاسرائيلي ، و منها مَنْ اكتفى بالقول بأنَّ " قرار الامارات قرار سيادي و لا نريد التدخل " ، وهذا ما صّرَحَ به السيد الكاظمي ،رئيس وزراء جمهورية العراق لصحيفة واشنطن بوست، خلال زيارته في ٢٠٢٠/٨/٢٠ ،الى الولايات المتحدة الامريكية، وحسبما نشرته جريدة رأي اليوم الإلكترونية بتاريخ ٢٠٢٠/٨/٢٣، وتصريح السيد الكاظمي كان متطابقاً لتصريح المستشار السياسي في الديوان الملكي السعودي، و فحواه بانَّ "القرار الإماراتي قرار سيادي، ولا نريد التدخل". (جريدة رأي اليوم ،ذات المصدر المذكور اعلاه).

هذه المواقف العربية المؤيدة و الداعمة او التي ترى بأنَّ التطبيع الإماراتي الاسرائيلي هو قرار احادي و سيادي تتجاهل تاريخ و مواقف و قرارات تخص الصراع العربي الاسرائيلي، وسبب الصراع  ليس فقط احتلال فلسطين او جرائم اسرائيل، وانّما ايدلوجيتها العنصرية و التوسعيّة والعدائية تجاه العرب دولاً وشعوباً وديناً و تاريخاً وقيمًا .

هذه مواقف لا تُدرك بُعد و حجم اخطار بنيويّة و وجودية في المستقبل ، ومصدرها فتح الحدود و الأبواب لتغلغل ولهيمنة اسرائيل و أدواتها وطُرقها في تأجيج الفتن و الصراعات ، و خاصة ، في الدول ذات القوميات والطوائف المتنوعة والمتعددة كالعراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية واليمن .

 هذه مواقف تشجيعية و تمهيديّة لمسار التطبيع.

لايزال العراق في حالة حرب مع اسرائيل، ولا تزال اسرائيل في حالة حرب مع العراق ومُستهدفْ من قبلها في الحاضر وفي المستقبل، والموقف القانوني والسياسي للعراق تجاه اسرائيل ثابت و واضح، فهو كيان مُحتلْ غير شرعي ، و التعبير عن موقف العراق تجاه ايّ علاقة اسرائيلية عربية او دوليةينبغي ان يكون في هذا الإطار ، ايّ في إطار مصلحة و رؤية العراق ،لا في إطار مصلحة او رؤية أطراف العلاقة .

كان يمكن للعراق ان يصرّح بموقفه تجاه اسرائيل، او يعبّر عن عدم ترحيبه بقرار التطبيع أنْ كانت الادانة التي يستحقها القرار تُشكّل حرجاً ! . تغيّر العرب أيجاباً ( كحكومات و كدول ) تجاه اسرائيل، ولكن تغيّرت اسرائيل سلباً تجاههم و تجاه شعوبهم . و كُلّما كَبُرت اسرائيل و ازدادت بطشاً و غطرسة، تنازلوا لها و اقتربوا علناً منها ،و تودّدوا اليها . ما نشهده ليس تطبيع وانماّ تركيع ،لانه دون مقابل و دون مبرر : ليس هو اتفاق لفك اشتباك او فصل قوات بين الامارات و اسرائيل ،حتى نسّميه باتفاق سلام .

تمضي بعض الدول العربية في مسار التطبيع ، وهي و العرب (شعوباً ودولاً) في حالة ضعف و هوان . وتغتنمان  امريكا و اسرائيل حالة ضعف و هوان العرب في ابتزازهم و استغلال وسرقة مواردهم وانتهاك سيادتهم ، و تستغل دول إقليمية حالة الضعف والهوان في تمّدد نفوذها في البلدان العربية، واحتلال جزء من أراضيها ، وذرائع هذه الدول الإقليمية هو الدفاع عن أمنها القومي .

التطبيع سيجعل الحضور الاسرائيلي في بلدان و دول العرب علني ورسمي، ولكن سيبقى حالة شاذة ومستهجنة من الشعوب العربية . ستكون دولنا ،بتخلفها وبضعفها، عُرضة للارتهان بادوار دول إقليمية تحيط بنا (ايران وتركيا) وبكيان مُحتلْ (اسرائيل)، ولا نستغرب، في المستقبل القريب، ان تؤول إرادات كل من تركيا وايران، وارادة الكيان المحتل ،الى قبول غير رسمي و غير مقصود على تقاسم ادوارهم والتنافس فيما بينهم، وكلُ حسب ايدلوجيته و سياسته ، لضمان مصالحهم .

 

الاستنتاجات:

1- الموقف النخبوي العراقي يتسم بالرفض من التطبيع الاماراتي مع إسرائيل، وهذا الرفض لا يستند على رؤية عقائدية فقط بل أيضا على رؤية سياسية وتاريخية حول طبيعة العلاقة مع إسرائيل.

2- الاتفاق الاماراتي مع إسرائيل جاء نتيجة مرحلة تاريخية تتسم بضعف الدول العربية وبوجود إدارة أمريكية حازمة مثل إدارة ترامب.

3- الاتفاق الاماراتي –الإسرائيلي يعطي افضلية لإسرائيل من حيث وجودها في منطقة الخليج الامر الذي يمكن ان يشجع دول أخرى للسلام معها، ولكن في الوقت نفسه لا يعطي ميزة لدولة الامارات التي تتسم بمعدلات تنمية عالية وباستقرار سياسي وامني ممتاز.

4- رفض التطبيع مع إسرائيل لا يعني بالضرورة الذهاب للحرب معها، وانما يجب ان يكون التطبيع قائم على أساس التوازن ومصالح طرفي الاتفاق من دون إعطاء افضلية لطرف دون اخر.

5- لا يمكن اغفال الجانب التاريخي للقضية الفلسطينية اذا لا تزال تلك القضية لها حضور في الوجدان السياسي العراقي، ويتضح ذلك من خلال المواقف التي تتخذ تجاه أي تطور في تلك القضية رغم ما يعانيه العراق من اضطراب سياسي حالي.

 

تحميل / قراءة