العراق والخليج في نقطة حِوار بين أعضاء مركز الرافدين للحوار-RCD
العراق أحد اهم الدولة العربية التي لها شأنها ودورها في المحيط الخليجي قديما وحاضرا ومستقبلا، بالرغم من كل ما تعرض له من حروب واحتلال وتهديد.
وتنبع تلك الأهمية من كون العراق يمثل الرقم الاصعب في معادلة التوازن الاقليمي، ويأتي استثمار انضمامه الى مجلس التعاون الخليجي من مبدأ التعاون والتكامل في كل شيء بانها قد تحقق نجاحات عدة.
زيارة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي السيد نايف فلاح مبارك الحجرف الى بغداد وما بحث فيها من تعزيز العلاقات بين العراق ومجلس التعاون الخليجي، من وجهة نظر البعض يرى بأنها مهمة، واكدت على تفعيل التعاون بين الأشقاء لحلِّ المشاكل التي تخص الوضع الإقليمي، فيما يجد آخرون لها أبعاد أكثر من اقتصادية.
وفي هذا السِياق؛ أبدى السادَّة أعضاء مركز الرافدين للحِوار R.C.D رؤيتهم، من خِلال النِقاش الذي دَار بينهم حول ذلك الموضوع، وقد كان من ضِمن المُتحاورين كُل مِن السادَّة:
1. السيدة آلا طالباني | عضو مجلس النواب العراقي
2. الاستاذ مزاحم التميمي| عضو مجلس النواب العراقي
3. القاضي مشرق ناجي | عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق
4. الاستاذ ياسين البكري | أستاذ العلوم السياسية / جامعة النهرين
5. الدكتور عباس كاظم | مستشار في اتلانتيك كاونسل(Atlantic Council)
6. الدكتور انس العزاوي | عضو المفوضية العُليا لحقوق الانسان
7. الاستاذ ماجد الساعدي | رئيس مجلس الاعمال العراقي في الاردن
8. الاستاذ رافع عبد الجبار القبطان | عضو مجلس نواب سابق
وتضمَّن الحِوار الذي دارَ بينهُم ما يأتي: -
"وجهة نظر"
السيدة آلا طالباني: ان زيارة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الى بغداد ولقائه مع الرئاسات الثلاث من وجهة نظري مهمة، بحثوا خلالها قضايا تعاون مشتركة ومنها تفعيل مؤتمر المانحين والربط الكهربائي، ولكنني تابعت بيان الرئاسات الثلاث ولم اجد احدا منهم طلب دعم انضمام العراق للمجلس، باعتباره بلدا مطلا على الخليج و له حدود مع دولتين اعضاء هما السعودية والكويت .. و اتذكر ان مجلس الوزراء اعلن في ٧ اب ٢٠١٩ تشكيل لجنة حوار استراتيجي مع مجلس التعاون، فهل من تقدم بهذا الشأن ام نبدأ من الصفر في كل زيارة.
وعقب القاضي مشرق ناجي على مداخلة السيدة آلا طالباني قائلا: العراق يعتبر الآن دولة شبه حبيسة، وليس دولة خليجية.
وقالت السيدة آلا طالباني: لا اعتقد ان الامر صعب فالرئاسات الثلاث تربطهم علاقات طيبة مع قادة الخليج، و هذه فرصة لهم وللعراق، والا نبقى ندور في فلك المنح واللجان.
وقال الاستاذ ياسين البكري في مداخلته: ان مجلس التعاون الخليجي في مضمونه الامني فكرة اتت لمواجهة وموازنة العراق وايران، وفي جوانب اخرى مبنية على المشتركات الاقتصادية والاجتماعية لدول المجلس، وفي جانب منه مبني على الابوية السعودية، وليس من مصلحة السعودية ادخال العراق، فضلاً عن ان العراق محمل بالمشاكل وذلك سيضعف المجلس.
وكانت هناك في السابق مطالب يمنية بالانضمام رفضت، وطرحت افكار لضم الاردن والمغرب بوصفها ملكيات ورفضت ايضاً. فلا مجال لضم العراق.
السيدة آلا طالباني: كلامكم دقيق استاذ ياسين الاردن والمغرب وكذلك اليمن حاولوا دخول المجلس، وجهة نظري البسيطة ان محاولة العراق الآن لدخول المجلس فرصة والقرار لأصحاب القرار من الطرفين حتما.
الاستاذ ماجد الساعدي: التنوع الديني والطائفي والقومي الكبير في العراق بالإضافة إلى تعداده السكاني وتاريخه الدموي في النزاعات والانقلابات يخيف الخليجين ويرعبهم وهم مجتمعات قبلية صغيرة وغنية وتتمتع بالاستقرار والتوافق النسبي مع بقية اعضائها في مجلس التعاون الخليجي.
في قناعتي العراق قوي لوحده ولجيرانه اذا اصلح داخله واستقر وابدع شعبه في مفاصل حياتهم ليغنوا الجيران والعالم بتجاربهم .
السيدة آلا طالباني: بالتأكيد اصلاح الشأن الداخلي امنيتنا وواجب على اصحاب القرار ، ولكن الى حين .. اي خطوة باتجاه تعزيز مكانته في المنطقة ضرورية.
الدكتور انس العزاوي: اتفق معك .. التخوفات لن تجعلنا قادرين على حماية مصالحنا او حتى الحفاظ على استقلاليتنا.
الاستاذ ماجد الساعدي: الاخت العزيزة آلا من عدة لقاءات واحاديث مع اخوة خليجيين من عدة دول وسفرائهم حول موضوع ادخال العراق الى منظومة مجلس التعاون الخليجي لم اتلق اشارة واحدة ايجابية في هذا الشأن فهم اساسا يتخوفون من العراقيين المقيمين في دولهم فكيف اذا فتحت الحدود بالكامل عليهم؟ انها امنيات لا اعتقد ستتحقق وخصوصا في عراق اليوم.
وقال الدكتور عباس كاظم: أعتقد أن انضمام العراق إلى مجلس التعاون خطأ جسيم.
العراق اتخذ قراراً حكيماً بالنأي عن سياسة المحاور في علاقاته الخارجية، ومجلس التعاون منذ تأسيسه هو محور ضد المحور الإيراني. انضمام العراق سيعيدنا إلى مرحلة "حارس البوابة الشرقية".
هذا من جانب، ومن جانب آخر العراق اليوم ليس في حالة سياسية تجعله قادراً على المشاركة الفاعلة في هذا المجلس المثير للجدل والمتخم بالجدل.
السيدة آلا طالباني: لا ثوابت في السياسة جناب الدكتور واستاذنا في السياسة، ايران اليوم نفسها تعمل على التقرب من دول الخليج من خلال الكويت حصرا (صاحب فكرة مجلس التعاون) انا ارى العكس دخول العراق الى المجلس في صالح دول الخليج نفسها قبل العراق.
وتطرق الدكتور انس العزاوي في مداخلته قائلا: وهل استطاع العراق عمليا النأي عن سياسة المحاور وضمان سيادة قراره بعيدا عن التجاذبات واحيانا اخرى الوصاية !!!
وردا على مداخلة الدكتور انس اجاب الدكتور عباس كاظم: المحاور هي التي تحاول فرض وجودها على العراق، ولكن انضمام العراق إلى مجلس التعاون سيكون قراراً عراقياً رسمياً بالانضمام إلى محور.
لنكن واضحين، الخليجيون، إذا رغبوا في ضمّ العراق، ستكون عيونهم على موضوع واحد: القوة العسكرية للعراق. أتمنى أن نكون قد غادرنا إلى الأبد فكرة خوض الحروب نيابة عن الآخرين.
السيدة آلا طالباني: لا اريد ان اعيش في عالم الفنتازيا .. فانا جزء من المنظومة السياسة شئت أم ابيت، ويؤسفني حال البلد يؤسفني اننا نتراجع امام تقدم الاخرين ونحن بلد المصادر البشرية و الطبيعية نفوق بعض دول المنطقة بعشرات المرات. كنت في الكويت قبل ايام و شاهدت البناء والاعمار (ضحكت من قلبي لاني تذكرت تصريح لاحد نوابنا يطالب العراق بعدم تصدير الحصو الى دولة الكويت !!) .
ولكن فعلا الفساد اولا كما ذكر د عباس، وعدم وجود دولة مؤسسات بل دولة اشخاص اوصلنا الى هذا اليوم نبقى نتأمل خيرا.
الاستاذ رافع عبد الجبار القبطان: عادة الأمين العام لأية منظمة دولية يمثل سياسة تلك المنظمة والناطق باسمها، وفي الوقت نفسه يمثل وجهة نظر الدول الكبرى المتحكمة بتلك المنظمة، ولا تكون له دون ذلك حركة مجاملات كما هي حال الدول.
من هذا أريد أن أصل الى نتيجة وطرح سؤال: ما المشروع الذي جاء به أمين عام مجلس التعاون الخليجي؟
الاستاذ مزاحم التميمي: دعونا أولا أن نبني دولة متماسكة قوية مؤثرة، خالية من الفساد بدرجة كبيرة، واضحة السياسة الخارجية، لها بناء اقتصادي رصين، ووضع سياسي متطور ومتماسك، وبعدها سنرى جميع دول المنطقة تسعى للتحالف وللدخول معنا في مجالس واتحادات.
الاستاذ رافع عبد الجبار القبطان: اعتقد الزيارة لها أبعاد أكثر من اقتصادية.
الاستنتاجات:
1- على الرغم من اطلالة العراق على الخليج العربي الا ان انضمام العراق الى مجلس التعاون يبدو بعيدا في الوقت الحاضر، بسبب عوامل داخلية تتعلق بمجلس التعاون –التركيبة السكانية والسياسية-نفسه وعوامل داخلية تتعلق بالعراق -وضع البلد غير المستقر.
2- الاحتفاظ بالحياد الإقليمي الذي اتخذه العراق يستدعي التفكير مليا قبل محاولة الانضمام الى أي تكتل إقليمي يمكن ان يمس تلك السياسة وخصوصا في هذه المرحلة.
3- تطوير العلاقات بين العراق ودول الخليج ضرورية وحيوية جدا للعراق لاسيما في المجال الاقتصادي والمشاريع العملاقة مثل الربط الكهربائي وغيرها.
4- تحسين الأوضاع الداخلية وبناء مؤسسات الدولة هو الطريق الأقرب لتحقيق مصالح العراق الإقليمية والدولية وعلى كل المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية كون البلد يمتلك كل مقومات القوة