بثت قناة العربية قبل مدة وجيزة مقابلة مع رغد بنت الرئيس المخلوع، كان توقيت المقابلة ومحتواها مثار جدل بين العراقيين.
تحدثت فيها عن الصورة التي رسمتها عن والدها موهمة المشاهد لها كيف انه كان لا "يحب الدم" ولا "عاشقا للحرب"، بحيث ابدعت بقلبها للحقائق بكذبها و اظهاره بصورة "رجل السلام والانسانية".


بثت قناة العربية قبل مدة وجيزة مقابلة مع رغد بنت الرئيس المخلوع، كان توقيت المقابلة ومحتواها مثار جدل بين العراقيين.
تحدثت فيها عن الصورة التي رسمتها عن والدها موهمة المشاهد لها كيف انه كان لا "يحب الدم" ولا "عاشقا للحرب"، بحيث ابدعت بقلبها للحقائق بكذبها و اظهاره بصورة "رجل السلام والانسانية".
حول تلك الصورة التي حاولت ايصالها خلال لقائها هذا انتقد البعض الاعلام الخليجي وبالخصوص (قناة العربية) ببثها هذا اللقاء واعتبروه اهانة للعراق.
ويرى آخرون انه صياغة جديدة لسيناريو ماضي يؤرخ فيه تأريخا غير الذي عشناه لحقبة من الاجيال لم تع ايام الدكتاتورية سابقا.
وفي هذا السِياق؛ أبدى السادَّة أعضاء مركز الرافدين للحِوار R.C.D رؤيتهم، من خِلال النِقاش الذي دَار بينهم حول ذلك الموضوع، وقد كان من ضِمن المُتحاورين كُل مِن السادَّة:

1.    الاستاذ محمود التميمي| رئيس مجلس الخدمة الاتحادي
2.    الاستاذ ساطع راجي| باحث وكاتب
3.    ‏‪الاستاذ جلال الخرسان| باحث وكاتب
4.    الاستاذ حسين الهاشمي | صحفي واعلامي
5.    الاستاذ عبد الرسول القريشي| صحفي واعلامي
6.    الاستاذ غازي رحو|  الأمين العام لاتحاد الإحصائيين العرب
7.    الدكتور نعمة العبادي| باحث وكاتب

وتضمَّن الحِوار الذي دارَ بينهُم ما يأتي: -

" هدية سعودية خاطئة"
قال الاستاذ ساطع راجي: ان توقيت اللقاء من قناة العربية مع رغد صدام حسين بالتزامن مع التحضيرات الانتخابية هو هدية سعودية خاطئة وكارثية تقدمها المملكة الجارة لقوى التوافق الطائفي التي تحكم منذ 2003، اللقاء الذي لم يعرض بعد ليس الاول للعربية مع رغد التي فشلت دائما في تسويق نفسها سياسيا، ولو أجرت كل القنوات الفضائية المهمة لقاءات مع رغد او مع أي شخص مقرب من صدام فإن ذلك لن ينجح في اعادة الزمن الى الوراء، فكثيرون وبأدوات تفوق ما تملكه العربية ورغد والمملكة حاولوا تلبس دور صدام (حتى من بين أشد خصومه) لكنهم فشلوا، فروح العصر تغيرت ومسارات السياسة اختلفت في العراق والعالم.
في العراق، فأنه فوز اي شخص او حزب بمقاعد في البرلمان ليس له قيمة كبيرة، لان القرارات الحقيقية تصنع خارج البرلمان والقوة السياسية هي قوة المال والسلاح، فحتى الكتل البرلمانية الكبيرة لن تبقى في موقعها ولن تفرض ارادتها الا بالسلاح وتوجد قوى مؤثرة بالوضع العراقي لا تمتلك مقعدا واحدا في مجلس النواب، ومن غير المرجح في الزمن المنظور ان يظهر حزب يحوز اكثر من نصف مقاعد مجلس النواب ويسيطر على الحكومة ويفرض ارادته في ادارة الدولة.

كما توجه الاستاذ جلال الخرسان بدعوة الى قناة العراقية باستضافة المعارضين السعوديين عمر بن عبد العزيز، والسيدة مضاوي الرشيد كرد اعلامي مباشر على قناة العربية وتدخلها في الشأن العراقي وتحريضها المستمر على شيعة العراق.

وقال الاستاذ حسين الهاشمي: انا شخصيا لست معترضا على مقابلة العربية لرغد، لأنها تعبر عن رؤية الحكومة السعودية المعروفة بانها تعادي وضعية الحكم في العراق وليس الحكومة الحالية، ومن هنا فان قناة العراقية قناة حكومية وحكومة العراق الحالية ليس لها اي مشكلة مع الحكومة السعودية بل تريد ان تتقرب اليها وتوثق علاقاتها معها كونهم في محور واحد .لذلك لا ولن تسمح باستضافة معارض سعودي حرصا على عدم اغضاب الحكومة السعودية .
من المضحك ان يقال بان قناة العربية لا تمثل الحكومة السعودية، ولكن تعود البعض منا ان يتقبل الاهانات الخليجية برحابة صدر ويبرر لها اي تصرف حتى لو كان دعم الارهاب في العراق.
لذلك مهما وجه الاعلام الخليجي اهانات الى العراق فان الكل سيبرر انه لا يمثل موقف الحكومات الخليجية. اما اذا قامت فضائية عراقية غير حكومية بمساندة معارضة خليجية او اداء حكومة منها معادي للعراق يهب الكل بانه يبعد العراق عن عمقه العربي .
رغد صدام مطلوبة للعراق معنويا ام قضائيا ؟ ان كان معنويا كونها ابنة صدام وانها حرضت كثيرا ضد الحكم الحالي فغيرها حرض اكثر واسس قنوات فضائية تعادي العراق الجديد وهو الان في العملية السياسية، وبالتالي من حق رغد ان ترشح نفسها مادامت تحتفظ بالجنسية العراقية ولا يشملها الاجتثاث لأنه اعفى غيرها ولها الحق نفسه.
أما اذا كانت مطلوبة قضائيا فلها ان تعين محامي يرفع عنها الاتهامات كما رفع عن غيرها او ان تطالب بها الحكومة العراقية وهذا مستحيل وافضل شيء الغاء القرار ان كان موجودا. ان تكون ابنة سفاح قاتل مجرم دموي ديكتاتور احمق اخرق سادي لا يعني سلبها حقوقها المدنية فليحكم القضاء.
‏‪
وذكر الاستاذ عبد الرسول القريشي في مداخلته:  ان احدهم يقول متسائلا :- ماذا سيحصل: لو انه لم ينشر اي مقطع لرغد ولا تعليق؟
ثم يجيب على تساؤله قائلا: نحن نحقق ما يريده اعداؤنا بالضبط !

ويرى الاستاذ غازي رحو بان موضوع مقابلات رغد اخذ اكثر من حجمه اعتقد ان هذه اللقاءات عملت على تقليل اهميتها اكثر بكثير من السابق ان كان لها تأثير في الشارع العراقي، وحديثها  كشف الكثير من الضعف، والمواضيع المبحوثه لم تكن ذات اهمية  فقد ظهرت بعقلية ساذجة وتعابير  غير منسقة  ولا اعتقد ان هذه اللقاءات حركت اي شعور معها واعتقد ايضا انها فشلت فشلا ذريعا في كسب  اي عراقي.

كما ابدى الاستاذ محمود التميمي: تعجبه على قابلية تلك المرأة في الكذب و قلب الحقائق (ابهرتني حتى يكاد المشاهد يقتل روحه من الحسرة على ايام ابو السيدة بنت الاسياد لعنة الله عليها و على ابيها واخويها ومن تبعهم الى يوم الدين).
وتابع التميمي الكل يعرف يراد صنع ماضي غير الذي هو و يؤرخ لتأريخ غير الذي عشنا لأجيال لم تعِ تلك الايام وقساوتها وجشوبة عيشها لكن ما نقول وفي العين قذى وفي الحلق شجى.

"لماذا (رغد صدام) الآن؟"
وبيَّن الدكتور نعمة العبادي: بان الكثير من وسائل الاعلام والفضاء العام قد انشغلت بالحديث عن المقابلة التلفزيونية التي تجريها قناة العربية السعودية مع (رغد صدام) عبر ما سمته (مقابلة خاصة)، وفي حلقات مسلسلة، لا تزال القناة مستمرة في بثها، وقد انقسمت وجهات النظر حول ما تم طرحه من احاديث بين منزعج وساخر ومحذر وبين مشجع ومغالٍ وداعم، ولم اجد عرضاً تحليلياً يقارب الحدث بأدوات معرفية ويستكشف الماورائيات ويقوم الاهداف والمقاصد، ومع ان المقابلة بالقياس الى شخصية رغد ليست ذات اهمية حقيقية إلا انها بإضافة ملابسات وظروف محيطة ومعلومات محصلة، تقتضي التوقف عندها وعند ما جرى حولها، بحسب معلوماتي ان هناك اتفاقاً مع الاردن عندما جرى الحديث عن استضافتهم لعائلة صدام وبعض اتباعه مع الحكومة العراقية، تم الاشتراط على الاردن بعدم السماح لهم بمزاولة اي نشاط سياسي او امني او عسكري يستهدف العراق ونظامه السياسي، ولذلك تعد هذه المقابلة ومضمونها خرقاً لهذا الاتفاق، ويؤشر لتوجه جديد يحتاج الى اعادة قراءة.
من الواضح ان الطريقة التي عرضت فيها القناة كواليس اللقاء وترتيباته وكذلك الاعلانات التي سبقته، انه تم بتنسيق عالي المستوى، وبتوجيه واشراف من البلاط الملكي الذي يشرف بشكل مباشر على القناة، وبحسب المعلومات المسربة، فإن المقابلة كانت بأمر مباشر من محمد بن سلمان، وقد تم تداول امرها حتى مع الإسرائيليين بوصفهم جهة الاستشارة الامنية المهمة لابن سلمان في هذه الملفات التي لها صلة وثيقة بأمن المنطقة.

الاستنتاجات
1-    اتفاق بين النخب العراقية على ان ما ادلت بي رغد صدام حسين لا يمت الى واقع حكم ابيها بصلة وان ما جرى في اللقاء ليس الا تضليل للرأي العام العراقي.
2-    توقيت بث اللقاء ومحتوياته لم تحمل أي بصمات إيجابية سواء من قبل القناة المنتجة للقاء او الدولة الداعمة لها ولذا فانه لم يحظ باي قبول يذكر في الأوساط العراقية.
3-    يمتلك العراق منظومات إعلامية من قنوات ووسائل توصل اجتماعي مهمة ومؤثرة، الا ان مسألة استخدامها وتوجيهها سياسيا ضد دول معينة يرتبط بالتوجيه الحكومي والذي هو بشكل عام يلتزم الحياد تجاه جميع الدول.
4-    رغم مرور 18 سنة على اطاحة النظام السابق الا ان الاعلام المملوك للسعودية يثير بين الفترة والأخرى حفيظة العراقيين ببثه مواد مثيرة للجدل.