مستقبل السياسة العراقية داخليا وخارجيا في نقطة حِوار بين أعضاء مركز الرافدين للحوار-RCD
لذا بات من الضروري تفعيل دور العراق دوليا وسد كل الثغرات التي تعزله عن مساحة الحركة وبناء الثقة مع الشعوب وان تكون هناك ارادة وطنية حقيقية.
وفي هذا السِياق؛ أبدى السادَّة أعضاء مركز الرافدين للحِوار R.C.D رؤيتهم، من خِلال النِقاش الذي دَار بينهم حول ذلك الموضوع، وقد كان من ضِمن المُتحاورين كُل مِن السادَّة:
1- الفريق مهدي الفكيكي| مستشار وزارة الداخلية
2- الاستاذ قيصر النوري| مستشار وزارة الصناعة العراقية
3- الاستاذ عقيل الخالدي| دكتوراه بالعلوم السياسية والعلاقات الدولية
4- الاستاذ سند الحمداني| مدير قناة العهد الفضائية
5- الدكتور حميد رياح| باحث وكاتب مقيم امريكا
6- الاستاذ كريم النوري| وكيل وزير الهجرة والمهجرين
7- الاستاذ عبد عوض| مستشار محافظ صلاح الدين
8- الشيخ وضاح الصديد | سياسي عراقي
9- الاستاذ غازي رحو | الأمين العام لاتحاد الإحصائيين العرب
10- الاستاذ ثائر الدليمي | رجل اعمال
وتضمَّن الحِوار الذي دارَ بينهُم ما يأتي: -
في المداخلة الاولى للأستاذ سند الحمداني اوضح فيها: ان لهزيمة داعش نحتاج امور في مقدمتها تجفيف منابع داعش (العقائدية والفقهية)، اذا لم تعالج هذه المسائل ستظل داعش والقاعدة وجبهة النصرة الخ ولن تنتهِ. طلبت كل من امريكا والاتحاد الاوربي من السعودية والدول التي "تصدر" الارهابيين ان لا ينشروا في مناهجهم آيات الجهاد‼️ واضاف متسائلا ما الذي يفعله العراق لكي يجفف المنابع الفكرية لداعش؟!
وقال الدكتور حميد رياح تدرس فلسفة الدين ويتم التركيز على توعية المدارس والجوامع والاعلام بأن الدين يعتني بالجانب الروحي والمعنوي وهو اسمى من السياسة والادلجة وهو علاقة بالله تعالى وليس ايديولوجية لتصل بها إلى الجنة. اذا لم تزرع الشك في عقول هؤلاء الارهابيين بالفلسفة يبقى يقينهم يقودهم إلى ما هم عليه الان.
وقال الاستاذ كريم النوري للأسف اننا نعالج النتائج وليس الاسباب منذ 2003 وعلينا معالجة الاسباب وهي الفكر التكفيري والعقائد المنحرفة الهدامة.
كما وجه تساؤلا ايهما افضل لمصلحة العراق؟
• ان تكون السعودية دافعة ومحرضة للإرهاب داخل العراق ام تتقدم خطوات اقتصادية مع العراق؟
• التصادم مع السعودية ام التفاهم معها؟
• رسائل التهديد والوعيد والاتهامات افضل ام رسائل التهدئة والتعاون؟
• خطاب الكراهية والطائفية ام خطاب التقريب والعلاقات الودية؟
• والسؤال الاكثر واقعية، هل تخضع العلاقات بين الدول للعواطف والعقائد والمشاعر ام تتبع المصالح العليا فيها؟
قال الشيخ وضاح الصديد: بالسياسة المصالح تغلب العواطف ولكن بسياسة عراق الاحزاب بعد 2003 (مصالح الاشخاص تغلب مصالح البلاد).
وقال الاستاذ قيصر النوري: بالتأكيد التهدئة والانفتاح على الجميع وخصوصا العرب بعد ان جربنا غيرهم دون نتائج.
من جانبه اكد الفريق مهدي الفكيكي: بان ارسال رسائل الاطمئنان لدول الجوار افضل من التهديد والوعيد، فالعراق بوضعه الحالي يحتاج دعم دول المنطقة وكسبهم بدل ارسال رسائل الاستفزاز والتوتر، والتعاون والتنسيق والاستثمار يبني بلدان ويعمرها، وليس من الانصاف ان نفتح ابوابنا لجهة ونغلقه لجهة بحجة أنه صديق أو عدو، لقد تغيرت سياسات الدول معنا عندما تغير خطابنا السياسي السابق، وأصبح الجميع يرحب به بشرط احترام سيادة العراق.
وفي مداخلة الاستاذ غازي رحو قال: إلى متى، تتوقف كلمة سني وشيعي، وكردي وعربي، ومسلم ومسيحي، وصابئي ووو، وهل سيأتي يوم نجد ان المتحاورين يتحاورون لإيجاد اساليب وطرق عن كيفية زرع المحبة بين ابناء الوطن الواحد ويعزلون الطائفيين ؟؟ وهل سياتي يوم نجد ان المتحاورين من جميع الفئات يناقشون كيفية اعادة لحمة الوطن وكيفية البحث عن اساليب تعيد البسمة والسعادة إلى شعب عانى الكثير من صراعات الماضي البغيض، وقدم دماء زكية، ومتى ترتفع الايدي متشابكة من اجل الوطن.
قال الاستاذ ثائر الدليمي: سوف لن تتوقف مع بقاء التفكير الطائفي الذي يسيطر على وجدان البعض للحد الذي يغلق قلوبهم قبل عقولهم، والتي تجعلهم لا يرون الا استهداف من لا يتماشى مع افكارهم المتطرفة او نهجهم (قافلين) على هدف مفاده: بان لهم الحق المطلق بموجب سند التكليف المخصص له دون غيره ‼️ و هذا بالضبط كما حصل قبل حوالي الـ 400 سنة مع الكنيسة في اوروبا، والذي حسمه القس الالماني مارتن لوثر... قصة هنري وابنته ميري (Bloody Mary) إلى يومنا هذا حاضرة، ومن اجل التذكير بقساوتها، اضيف الفلفل الاسود والشطة الحمراء مع الليمون الحامض والملح ...... إلى مشروب الكوكتيل الذي يسمى (Bloody Mary).
وقال الاستاذ كريم النوري: اصحابنا للتاريخ والانصاف الذين دخلوا العراق بعد 2003 ليسوا طائفيين بالسلوك والفعل وان رفعوا شعارات وهتافات طائفية للتحشيد الانتخابي كما فعل غيرهم من سياسيي السنة والكرد، كل احسن الخطاب الطائفي والقومي لأغراض استقطابية وانتخابية فبعض زعماء الشيعة نشطوا الذاكرة الشيعية الشعبية بتكرار المقابر الجماعية والمذابح على الهوية، فضلا عن أن بعض قادة الكرد حذروا من تكرار حلبجة جديدة او انفال قادمة، بينما بعض قادة السنة حذروا جمهورهم بانهم سيدفعون ثمن انتماء صدام المذهبي برغم انهم لا يتحملون أوزار جرائم صدام.
اصحابنا للإنصاف ليسوا طائفيين بالسلوك والافعال وهذه تسجل لهم والدليل انهم لم يقدّموا لاتباع مذهبهم غير التسكع بالتقاطعات والعيش في بيوت الصفيح والعشوائيات والمحرومية المستدامة، ومن يريد التأكد ليأتي معي إلى مناطق الحسينية وحي طارق وما وراء السدة. تباكوا على مظلوميتهم الماضوية واهملوهم حاضرا ومستقبلا ولم يهتموا بهم كما يحرضون على المظلومية شعارات بلا شعور. بينما صدام يعمل بصمت طائفيا فوضع بعض المناطق المستحدثة في بغداد بخدمة من يريد وبقيت مدينة الصدر واخواتها تأن من الاهمال والضياع.. اذن فاين الطائفية في سلوك اصحابنا سوى الشعارات والخطابات والتباكي.. فاين الطائفية التي نتهمهم بها وهم اهملوا اتباعهم واهتموا بأوضاعهم الشخصية..
تعقيبا على المداخلة اعلاه اوضح الاستاذ غازي رحو: قائلا انا لم اتهم اي فئة او جهة بعينها فقط قلت إلى متى تبقى على هذا الحال نتصارع باسم الطائفية واسم المكون واسم القومية نحن جميعا عراقيين لا يوجد احد منا كعراقيين لم يتألم او لم يقدم دماء انا اكلم عراقيتي ولا اكلم طائفيتي وديني ومذهبي وقوميتي، صدقني اتلوى ألما وحزنا عندما ارى واسمع حوارات تتجسد فيها روح الفرقة بين هذا وذاك، ويكون نتائجها زرع الفرقة والتهجير والدم الزاكي البريء، لهذا قلت يكفي.
واضاف لم افعل سوى ما يحكم ضميري واظهار الحقيقة؛ لان التجني على من يعملون لخدمة المهجرين واعمالهم واضحة للعيان من الظلم اتهامهم فواجبي ان اظهر الحقيقة.
واما الاستاذ عقيل الخالدي: بين في مداخلته من خلال خبرته في الاقتصاد والسياسة بان اية دولة لها مصالح مع دولة اخرى تعمل المستحيل للحفاظ على مصالحها، مثال في البصرة هناك شركات انا اعتبرها دول وليس شركات ومنها برتش بتروليوم وهي حكومية بريطانية ولوك اويل حكومية روسية واكسون موبيل امريكية وشل وسي ان بي سي صينية وبتروجاينا. في اثناء المظاهرات تعمل ما بإمكانها لتشغيل ودعم المناطق، الغاية منها الحفاظ على نشاطها الاقتصادي. كذلك السعودية عندما يكون لها نشاط اقتصادي اكيد لم تدعم اي شيء من الارهاب او المتطرفين؛ لذلك اخوان لننسى الماضي ونفتح صفحة جديدة ولو بقينا نفكر بالثأر ثقوا لن يستقر البلد ونبقى يوميا من مشكلة إلى اخرى. كذلك الكويت لو فكرت بالماضي لما استثمرت ومنحت وفتحت سفارة وقنصليات ونحن الان في البصرة معهم اكثر من اخوة وتقريبا نسوا ما حصل وبدأوا بداية جديدة. اخواني الاعزاء لنفكر بعقل ليس لمصلحة احد وانما لمصلحة بلدنا العراق فهو اسمى واكبر من كل الخلافات.
الاستاذ ثائر الدليمي: ما تفضلتم به صحيح 100%، وضف اليه عزيزي الاستاذ عقيل، بان ارهاب القاعدة المتمثل بالمقبور اسامة بن لادن (السعودي) لم يوفر السعودية من ارهابه التي شهدت العديد من العمليات الارهابية والتي طالت حتى مجلس لاحد الامراء السعوديين في مجلسه (على ما اعتقد كان وزير للداخلية) بالإضافة إلى خطابه التحريض المستمر .
المتطرف والارهابي لا يمكن ان يحسب على ملة او دين حاله حال اي مجرم. ولو كان الحساب صحيح يرى بعض الاخوة هنا ويحمل هذه الدولة او تلك، فلكنا نشهد حرب لا تبقي ولا تذر من الولايات المتحدة الامريكية على خلفية تفجيرات ابراج التجارة العالمية و مبنى البنتاغون لاحداث 11 سبتمبر.
وقال الاستاذ عبد عوض: السياسة الخارجية للدولة يرسمها الحاكم حتى في النظم الديمقراطية ولا تتبع آراء فقه او مذهب معين، (من تعادي) تضرب مثل ديني بعدم مهادنة العدو و(من تصالح) تضرب مثل آخر من التاريخ عن الذين جنحوا للصلح حقنًا للدماء وصلاح امر المسلمين
وكأن التاريخ يسير معنا إلى ما لا نهاية، نحتاج إلى حاكم عادل يعيد بناء قيم المجتمع المنحرفة قبل كل شيء ثم الانطلاق نحو العلاقات الدولية.
لن تقوم لنا قائمة ونحن نتعاطى الحقد والكراهية والبغضاء من خلال قنواتنا الفضائية جهاراً نهارًا ونتفاخر بأنها واقعية، هذا ليس جزءاً من واقع الشعب بل جزء من واقع احزاب دينية تتعمد خلط الاوراق لاستمرار انتفاخها وهيمنتها، فلقد اعتادت بعض الاحزاب ان تعيش كالطفيليات ولها قنوات و أبواق مأجورة تتحدث عنها.
التوصيات:
- التهدئة والانفتاح على جميع الدول وتأكيد اواصر الصداقة وارسال رسائل اطمئنان؛ وذلك لان العراق يحتاج حاليا إلى دعم الدول وكسبهم لانه بذلك سوف يحقق طفرة في التعاون بالتنسيق والاستثمار وبناء البلد.
- ان الحوار بين جميع فئات الوطن حول كيفية اعادة الاعتبار لمفهوم المواطنة، على اساس الانتماء للعراق، والشراكة، هو الاطار الاوثق لبناء الوطن.
- نبذ الحقد والكره والبغضاء والابتعاد عن المهاترات الاعلامية التي تعرقل العمل الدبلوماسي، والانطلاق نحو العلاقات الدولية.
- ضمن خطوات تجفيف منابع داعش الارهابي التركيز على توعية المدارس والجوامع والاعلام بان الدين يعتني بالجانب الروحي والمعنوي، ومعالجة الفكر التكفيري والعقائد المنحرفة الهدامة.