الكاتب: ادريس هاني

الشهادة ( 9 ) 

 

الشهادة هذه المرة من المغرب العربي للمفكر إدريس هاني وهو باحث تنصب إهتماماته المعرفية في قضايا الفكر العربي، وأسئلة النهضة والإصلاح الديني، وحركات الإسلام السياسي، وتحليل جيوستراتيجيا السياسة، وله العديد من الكتب المقالات والأبحاث المنشورة، وكذلك مشاركات في ندوات ومؤتمرات فكرية وسياسية محلية وعربية ودولية أقيمت في أقطار العالم العربي والعالم الإسلامي.

 

كتب ادريس انطباعاته عن ما حققه ملتقى الرافدين RCDFORUM2022 من اهداف وكما يأتي:

 

ادريس هاني :

 

تحققت إحدى أهم أهداف ملتقى الرافدين ٢٠٢٢، عندما التأم عدد كبير من الفاعلين السياسيين وقادة المجتمع المدني، فيما يشبه تظاهرة دولية، حول موضوعة راهنة تهم الأمم قاطبة، ألا وهي التحولات الكبرى في عالم متغير.

 

فمن حيث التنظيم، كانت الإدارة ناجحة، حيث احتوت عددا كبيرا، لتشكل واحدة من أكبر الملتقيات في البلاد العربية. دون ان ننسى أن العراق اقام هذه التظاهرة في شروط محلية واقليمية ودولية حرجة.

 

نجاح آخر يضاف الى هذا، كون الملتقى استطاع أن يستوعب التعددية الوطنية والاقليمية والدولية، وهذا حتما في مصلحة عراق يتطلع نحو مزيد من الحوار والانفتاح والإيجابية .

 

 هناك تطور نوعي في تجربة الملتقى ابتداء من دورته الأولى حتى الأخيرة. وهذا يؤكد أن الملتقى يجدد فعاليته ويؤمن بتطوير نشاطه.

 

ان كان لابد من ملاحظة اضافية لمزيد من تعزيز واسناد هذه التجربة، فهو العمل على تفادي بعض الثغرات، فيما يتعلق بالانفتاح على وجوه دولية واقليمية في مجال الفكر والسياسة، وتحديد مشاركات نوعية في الدورات المقبلة، والخروج بعمل يخلد أعمال المؤتمر، كما يستحسن اشراك الحضور في لجان موسعة بالتوازي،  لتبادل قدر أكبر من وجهات النظر، باعتماد نظام اللجان، وأن يكون الحضور فاعلا ومتكلما، وهذا يقتضي استحضار اصحاب الرأي والمشاريع لمزيد من التفاعل، حتى لا يبقى هناك جزء معطل من الحضور.

 

كما يستحسن أن تكون التغطية والمتابعة دولية، باستحضار اعلاميين نشطين، اذ لا حظنا ان أهم التغطيات  المكتوبة من خارج العراق، هي تلك التي قام بها الأستاذ قاسم قصير، بينما كان من المفترض أن تنشأ لجنة إعلامية توصل أخبار الملتقى الى كل البلاد العربية.

 

اذا، تمكن الملتقى من تفادي بعض من هذه الثغرات، فسيكون قد حقق تقدما سريعا في تجربة لم تتجاوز اربع دورات، ليتحول الى تظاهرة إقليمية ودولية، تخدم حاضر ومستقبل العراق الشقيق، وهو اختراق كبير حققه ملتقى الرافدين، ليخلق المفارقة في شروط بالغة التعقيد. 

 

مع تحياتي لكل الإخوة الذين عملوا ليل نهار لانجاح هذا المؤتمر، للسيد زيد الطالقاني رئيس مجلس الادارة الذي نهض بمشروع عملاق وواعد، ود. حسن لطيف الزبيدي المدير التنفيذي على جهوده العلمية المثمرة ولكل الطاقم التنظيمي والاداري _ المهندس فهد الحكاك الرائع_ ولا أنسى د. طالب محمد كريم التفاؤلي الكبير، و م.م.  عمار كريم، و م.م. بركات الخفاجي، وكل الاخوة الآخرين من جنود الخفاء، لكم تحياتي ومودتي..