بسم الله الرحمن الرحيم

﴿يرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾

صدق الله العلي العظيم

     في آفاق السعي المستمر نحو التصحيح والبناء، وإشاعة ثقافة الحوار، انطلقت تجربة مركزنا قبل عقد من الزمن في ظل ظروف محلية معقدة وأزمات كبيرة أفرزتها التحديات التي مر بها البلاد، بدءً من معالجة إرث نظام الحزب الواحد المستبد، مروراً بمشكلات العملية السياسية في العراق، وصولاً إلى انتشار الإرهاب من خلال تنظيم داعش الإرهابي. وفي مواجهة هذه التحديات، انبرى مركز الرافدين للحوار (R.C.D) كمحاولة لبلورة فضاء متزن يسعى إلى ترسيخ ثقافة الحوار، وتأصيل قيم الديمقراطية والحكم الرشيد، وبناء الإنسان، مع مواصلة النهج السلمي لبناء دولة وطنية ترتكز على مبادئ سيادة القانون والفصل بين السلطات ضمن أفق يتجاوز المعادلات التقليدية نحو فهم أكثر وضوحاً وترابطاً لجدليات الواقع العراقي.

    نحتفي هذه الأيام )بالذكرى السنوية الحادية عشر( لتأسيس مركز الرافدين للحوار R.C.D، وإنطلاقته العملية في ميادين المعرفة، يأتي ذلك ايماناً منا بان مركزنا مؤسسة تعنى بتكوين الفكر وترجمته لبرامج عمل تُوظف القدرات تمثلت بعشرات الدراسات ما بين تأليف الكتب، والدراسات الاكاديمية ،ودراسات الحالة، والتي أثرت المكتبة العراقية والعربية والاجنبية بنتاجات رصينة وباللغتين العربية والانكليزية، الى جانب تطور عمل المركز التنظيمي عبر استحداث فرعاً له في بغداد. واستطاع مركزنا ان يعقد شراكات مع مؤسسات رصينة ومعروفة للرعاية والتمويل المالي وصل عددها الى ما يقارب (12) مؤسسة، كما عقد مركزنا عشرات من مذكرات التفاهم مع مؤسسات بحثية محلية وعالمية.

    وفي ظل تلك الجهود دأب مركزنا على إقامة مئات الجلسات النقاشية، وورش العمل، والتأسيس لثقافة الملتقيات الحوارية التي ساهمت في إيجاد حالة من التكامل في مختلف المجالات التنموية ومن ذلك إقامة ملتقى الرافدين 2024 بنسخته الخامسة، والذي انعقد تحت شعار(مستقبل الانسان: أزمات وتحولات)، وناقش الملتقى موضوعات محورية في جلساته التي بلغ عددها(22)، والذي شهد حضور كبار المسؤولين من دولة رئيس الوزراء، وأعضاء كابينته الحكومية، ومئات العلماء والخبراء من داخل العراق وخارجه ومن مختلف التخصصات، وصبّها في خدمة السياسات العامة للدولة. لقد أدى اتساع المكانة العلمية والاعتبارية لمركزنا على المستويين المحلي والدولي إلى جعله هدفاً لحملات دعائية مغرضة لا تمت للواقع بصلة. قابلناها بالعطاء والمنجز المعرفي لنواصل المساهمة في بناء مستقبلاً مشرقاً لبلدنا العزيز.

   اننا اذ نقف على اعتاب عامنا (الحادي عشر) فإننا ماضون بوتيرة أسرع من ذي قبل في خطوات مدروسة تمثلت بخطة المركز الاستراتيجية لعام2025، لنواصل عملنا لفتح آفاق جديدة في الحوار والبحث والنشـر العلمي، وإقامة الملتقيات الحوارية الدولية، بالتعاون مع العنوانات الوطنية والأجنبية، والمنظمات غير الحكومية، لتحقيق رسالتنا ورؤيتها وأهدافها، وبما يخدم أبناء وطننا.

                                                                    والله ولي التوفيق

مركز الرافدين للحوار R.C.D

2/شباط (فبراير) 2025