تساءل البعض في حوار هذا الاسبوع في كون القرار الخاطئ للقيادات الكردية العراقية هو الذي يستجلب الويلات على شعبهم الصابر؟ أم أن حكام العراق هم قساة ومجرمون دائماً؟ وبأي حال من الأحوال فإن هذا الوصف لا يمكن أن يطلق على الدكتور العبادي الذي اتفق الجميع على تحليه الدائم بالاتزان والهدوء، إذ يرى البعض أن كرد العراق اليوم يتمتعون كمواطنين بأفضل الحريات والحقوق وبشكل متساو مع بقية المكونات، فيما يعاني أقرانهم في دول الجوار لنيل جزء من هذه الحقوق. فيما اتفق البعض بأن الحركة الكردية في العراق هي الأقدم والأنضج في المنطقة ولها الطموح في قيادة الشأن الكردي على الصعيد الإقليمي، وكذلك يرون بأن قوات البيشمركة أكثر ذكاءً وحكمة من ان يضعوا أنفسهم مكان تنظيم داعش الإرهابي أو يكونوا خارج الدستور العراقي.

كما وصف المتحاورون بشكل صريح أن اختزال الأزمة الحالية بشخص السيد مسعود برزاني هي "محاولة بائسة ذات نتائج عكسية على الشارع الكردي". فيما أكد بعضهم أن الرأي الكردي العام لم يعتبر العرب أعداء له حتى في أيام "الأنفال" وبالتالي فهو لا يعتبرهم أعداء له في الوقت الحالي أيضاً.

 

الاستنتاجات:
• إن مدنية وحكمة صانع القرار هي التي تسكت أصوات التحريض، وهذا يحدد الأولوية الملحة لضبط النفس من قبل الجميع.
• اتساع ظاهرة النخب المنتفعة والتي تعمل على المساومة بالمكتسبات والمراهنة بحقوق الشعب وتوظيف كل الإمكانات المادية ومقدرات الشعب لخدمة بعض كبار القادة السياسيين.
• غياب دولة المواطنة وذلك لعدم تطبيق بنود الدستور وضعف السلطة القضائية نسبياً، وعدم تطبيق القانون بشكلٍ متساوٍ على أفراد الشعب العراقي.
• تكوين أي شكل من أشكال الفيدرالية على أساس قومي أو مذهبي هو المعنى الحقيقي لتمزيق العراق وتقسيمه على أسس طائفية وعرقية، الأمر الذي سيضعف العراق إقليميا ويقضي على وحدته نهائيا.
• لا يوجد اليوم شيء اسمه "نضال" لأكراد العراق وذلك لعدم ممارسة التسلط والظلم عليهم من قبل بغداد، إضافة لمشاركتهم القوية في صنع القرار السياسي في بغداد على صعيد السلطات الثلاث في الحكومة المركزية.

 

التوصيات:
• إن ضبط النفس وحده كفعل هو غير كافٍ وعلى الجميع أن يقدموا بوادر ومصاديق لحسن النية لان الوضع الحالي بأمس الحاجة لفتح صفحة جديدة بين الفرقاء السياسيين في العراق.
• من الواجب الوطني والاخلاقي على جميع النخب ان تكون بصف الشعوب وأن تعمل على توظيف قدراتها ومهاراتها للمطالبة بحقوق الجماهير وأن تستغل قربها من القيادات السياسية للضغط عليها لتحقيق ذلك.
• يجب ان تنصب كل الجهود لتطبيق الدستور وتفعيل السلطة القضائية ودعمها من أجل تنفيذ أحكامها العادلة بشكل متساوٍ على جميع العراقيين بغض النظر عن إنتمائهم السياسي، لتحقيق دولة توفر الأمان لجميع شرائح المجتمع.
• معظم الاحزاب السياسية العراقية مبنية على أسس طائفية وعرقية، وذلك لتكريس لغة المكونات في الدستور لذا يجب إعادة هيكلة تلك الأحزاب، وتعديل الدستور كي يكون معبراً عن المساواة بين مكونات الشعب العراقي.
• على اكراد العراق العمل على معالجة الاشكالات والخلافات مع المركز عن طريق الحوار البناء الذي يرتكز على مرتكز المشاركة في الوطن.

 

أسماء بعض الاعضاء المشاركين خلال حوار الاسبوع:
(1) الدكتور عبد الحكيم خسرو
(2) الاستاذ حسام الغزالي
(3) الدكتور علي الدباغ
(4) الدكتور فرهاد علاء الدين
(5) الدكتور عزام علوش
(6) الاستاذ ثائر الدليمي
(7) الشيخ محمد الهنداوي
(8) الاستاذ ياسين طه
(9) الاستاذ كريم النوري
(10) الدكتور قصي محبوبه
(11) الاستاذ رافع عبد الجبار
(12) الاستاذ عامر الموسوي