راهنية الفكر الإسلامي: قراءة للخطابات المتصارعة في العراق
أدار الندوة الأستاذ المتمرس الدكتور (عبد الأمير زاهد) وسط حضور متميز من الأساتذة والأكاديميين والمثقفين.
وفيما يأتي أبرز الاستنتاجات والتوصيات التي خلصت إليها الجلسة الحوارية:
اولا: الاستنتاجات:
1. هيمنة العقلانية الأحادية التي تقتضي أن أغلب المفكرين قد اعتمدوا العقل الغربي كمقياس وحيد، ولم يفتحوا الباب لأنماط تفكير أخرى داخلية مثل التفكير العرفاني أو الروحي أو الاجتماعي والذي يتعامل مع الواقع بطريقة مختلفة.
2. أغلب المفكرين الإسلاميّين ركّزوا على الشريعة والفقه (الحلال والحرام، الفتوى، القضاء…)، وتناسوا أن الإسلام يشمل أيضا بُعدا ثقافيا وروحيا وأخلاقيا وفلسفيا.
3. كأن الفكر الإسلامي غائب عن قضايا مثل الهوية الرقمية، والروحانيات الجديدة، والشباب الذين يعيشون الإسلام بطرق غير تقليدية عبر الإنترنت، دون تأطير فقهي تقليدي.
4. منذ قرون، تحالف بعض الفقهاء مع السلطة السياسية، مما أدى إلى تهميش كل فكر لا يخدم هذه السلطة، مثل العرفان، الفلسفة، أو نقد الفقه.
5. لم تتم قراءة التراث الإسلامي قراءة داخلية عميقة، بل إما تم تكراره كما هو أو رفضه جملةً وتفصيلا كما فعل بعض الحداثويين.
6. الإسلام الذي يعيشه عامة الناس من حبّ الحسين، والزيارات، والوجدان الروحي، لم يتم أخذه على محمل الجد كجزء من الفكر الديني بل حُصر في "الطقوس".
7. لم يتم التنقيب في أعماق التاريخ الفكري العراقي أو الإسلامي لفهم كيف وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، وما هي الطبقات الفكرية التي تشكل وعينا الحالي.
8. التوحيد قُدِّم كمعتقد عقلي أو منطوق لفظي فقط، بينما جوهره أن تعيشه سلوكًا عمليًا يعبر عن التوحيد في العدالة والرحمة والتواضع.
9. بعض المفكرين استوردوا مفاهيم الحداثة الغربية مثل نقد الوحي، دون تمييز بين ما يتناسب مع الإسلام وما لا يتناسب.
ثانيا التوصيات:
10. لا يجوز حصر الفهم الصحيح للإسلام في عقلانية واحدة (كالمنطق الغربي)، بل يجب فتح المجال لأنماط عقلية متعددة، منها القرآنية والعرفانية.
11. الإسلام العرفاني يركز على البُعد الروحي والباطني والتزكية، وهو جانب عميق في الدين، ويستحق أن يُعاد له الاعتبار كمصدر للتجديد الفكري.
12.الإسلام كما نعيشه في العراق يختلف عن المغرب أو إندونيسيا أو أفريقيا، وهذا التنوع ينبغي احترامه وفهمه، وليس محاكمته بمقياس واحد.
13.علم الكلام الجديد لا يجب أن يكون تقليدًا لأوروبا، بل يُبنى من داخل النص القرآني والحديث والعقل الإسلامي وبأدوات أصيلة.
14. يجب تعليم الناس أن التوحيد ليس فقط كلمة “لا إله إلا الله”، بل سلوك حياتي: لا تتكبر، لا تظلم، لا تتعلق بغير الله.
15. يجب إعادة النظر في تلك اللحظات التاريخية التي استُخدم فيها الفقه لتبرير السلطة أو إقصاء التيارات الأخرى.
16.ألا نقرأ التراث بعيون غربية أو مشوشة، بل نقرأه من داخله، نفهم كيف تشكل ولماذا، وننظر إليه بعين الباحث لا المقلد.
17.على المفكرين أن يصغوا لتدين الناس الحقيقي في الزيارة، في المجالس، في الأدعية… لأنه يعبر عن احتياجات إيمانية حقيقية، لا عن جهل.
18. لا يجوز تجاهل الشباب الذين يتدينون بطريقة “رقمية”، يجب فهمهم ومخاطبتهم بلغة عصرية دون إلغاء جوهر الدين.
19. لا يجوز اعتبار كل رأي فقهي أو شخصي قاعدة علمية، بل يجب التمييز بين "الرأي" و"المعرفة"، وفسح المجال للحوارات.