الموازنة وعنق الزجاجة: ان اغلب دول العالم تستخدم الموازنة وسيلة لتحقيق الاهداف الاستراتيجية التي تخطط لها على مدى سنوات وكل سنة تكون متممة للسنة التي تسبقها وتتكامل مع ما هو مخطط للمستقبل، ومن خلال ذلك يتم توطين التنمية المستدامة وتكون للموازنة بصمة لتغيير البلد نحو الافضل. ولكن ذلك غير موجود في العراق للاسف إذ ان الموازنة اشبه بالكرة التي لا تستقر، إذ يرغب كل حزب او كتلة ان يحركها وفقا لما يخدم مصالحه، وهنا تخرج الموازنة من اطارها الاداري وتقولب وفقا لآراء متعددة بعيدة عن المهنية.

وعند تعدد المطالب والابواب المالية مع بقاء رقم الموازنة دون زيادة ينتج عن ذلك الزجاجة التي تم وضع الموازنة فيها وبقاء محاولة اخراجها منها، وذلك يؤدي بدوره الى تحقيق مصالح أعداء العراق من الداخل والخارج، إضافة الى تحقيق مجموعة من النتائج السيئة في البيئة العراقية منها: خلق ضبابية وعشوائية لدى الرأي العام سنويا لإرباك الخطط الحقيقية للاعمار والبناء، وتأخير او عدم تنفيذ الخطط الفعلية التي وضعت من أجلها الموازنة، بالإضافة إلى تشتيت أبواب الموازنة وصرفها في أماكن غير مدروسة مما يسبب إرباكاً في عملية التخطيط.
 
الاستنتاجات:
• إن من بين الملفات المهمة التي يجب أن تحسم خلال الفترة القادمة هو فتح ملف الحوار الايجابي بين المركز والاقليم.
• إن العدد الكبير من الاحزاب السياسية التي تمت المصادقة عليها من قبل مفوضية الانتخابات يعطي مؤشرا واضحا لعدم تغير المعطيات السياسية للانتخابات البرلمانية المقبلة.
• تزايد أعداد الجيوش الالكترونية في العراق وإزدياد خطرها على تماسك البنية المجتمعية العراقية وسلامتها الفكرية.
• إن الوعي الجماهيري هو الاساس الذي يرتكز عليه الحكم، ولا يمكن لأي جهة سياسية او غير سياسية أن تحشد جماهيرها ضد شركاء الوطن من القوميات والطوائف الاخرى.
• لم تُظهر نتائج عمل هيئة المصالحة بشكل ملموس خلال السنوات الاخيرة الماضية برغم الدعم الذي قدم لها، الامر الذي انعكس بعدم القضاء على بؤر الارهاب في المناطق الساخنة على مر تلك السنوات.


التوصيات:
• من ضروريات المرحلة القادمة هو التوافق بين المركز والاقليم ويتم ذلك من خلال الحوار المفتوح الذي ينظر الى الامام، وهنا يتقدم مركز الرافدين للحوار ليكون حلقة وصل شفافة لتنظيم طاولة حوار على ارض النجف الاشرف.
• العراق ليس بحاجة الى هذا العدد الكبير من الاحزاب بقدر حاجته الى انسجام وتوحيد رؤى الاحزاب السياسية الكبيرة وتوافق اهدافها لخدمة البلد.
• أن يكون للحكومة العراقية موقف رقابي أكبر من استخدامات وسائل التواصل الاجتماعي لمنع الرسائل السلبية الموجهة للمجتمع او التي تحرض على العنف والطائفية، على ان يتم ذلك بشكل لا يمنع حرية التعبير.
• العمل على بث روح الاخوة بين أبناء  الوطن الواحد ورفع المستوى الثقافي للجماهير من خلال نهضة توعوية والانفتاح على العالم من خلال برامج التبادل الثقافي.
• العمل على إعادة تصميم آليات عمل هيئة المصالحة والتركيز على المستقبل والأخذ بنظر الاعتبار مصالح جميع الاطراف وتنظيم كل ذلك بقوانين ومواثيق تخلق الطمانينة بينهم.


أسماء بعض الاعضاء المشاركين خلال حوار الاسبوع:
(1) الدكتور يوسف الطائي
(2) الاستاذ كريم النوري
(3) الدكتور فلاح شمسة 
(4) الدكتور عبد علي فسيح
(5) الاستاذ سردار عبد الله 
(6) الاستاذ فرزدق الصكبان 
(7) الاستاذ عبد عوض 
(8) الأستاذ عبد العباس شياع
(9) الدكتور رحيم الحسناوي 
(10) الدكتور عزام علوش 
(11) محمد حسام الحسيني 
(12) الدكتور اكرم عبد الرحمن