ان من الظواهر التي انتشرت في الدول العربية والعراق هي ظاهرة الادراك الجزئي للسياسة والتي ترجع أسبابها للانحسار الثقافي واتساع ثقافة السقوط المبدئي الأيديولوجي والسعي لبناء الفرد مادياً على حساب القيم العلمية والاجتماعية والوطنية. ففي الخمسة عشر سنة الأخيرة تبلورت ظاهرة انحراف فكري تقودها شبكات اعلام موجهة، إذ نجد في العراق ان مصادرة ثروات العراق امر مبرر باعتباره وسيلة لتحويل العراق الى بلد متقدم دون وجود ضمانات لتحقيق ذلك.

كذلك يرى اخرون ان أدلجة الاحتجاجات لأغراض انتخابية في أوقات محددة يثير تساؤلات عن سلوك العقل الجمعي العراقي. وذلك لان المجتمع العراقي ينتفض بشكل سريع ومفاجئ للمطالبة بحقوقه، ويهدأ بشكل مفاجئ أيضا استجابة لخطاب بعض الجهات.

 

الاستنتاجات:
• هنالك الكثير من الجهات السياسية التي تتاجر بمعاناة المواطن العراقي وتسعى الى استغلالها لتحقيق مصالحها الانتخابية، مع غياب الجهات الرقابية لمنع ذلك سواء كانت عراقية او دولية.
• من المتوقع ان لا تنتج الانتخابات القادمة مخرجات مختلفة وذلك لان السلوك الانتخابي للمجتمع العراقي لن يختلف كثيرا بناء على بعض المعطيات في الوقت الحاضر.
• هنالك ترويج انتخابي مباشر وضمني في أروقة اغلب دوائر الدولة، نتيجة لتقاسم الوزارات بين الأحزاب السياسية الحاكمة وفقا لمبدأ المحاصصة المقيتة.
• العراق يعاني من العنف السياسي وان اختلفت مظاهره في الساحة السياسية، ولكن أبرز مؤشراته التسقيط السياسي المباشر او غير المباشر من خلال الجيوش الإلكترونية.
• الجغرافية هي أحد العناصر القوية الحاكمة في مجال العمل السياسي، ويمكن القول ان جغرافية العراق تلوح بدخوله حربا بالوكالة كما في سوريا.

 

التوصيات:
• يجب على منظمات المجتمع المدني ان تعمل على مواجهة هكذا ممارسات والعمل على محاسبة الجهات السياسية التي تتاجر بمعاناة المواطن.
• إذا لم يغير المجتمع العراقي سلوكياته الانتخابية فلن تكون الانتخابات طريقاً نحو الديمقراطية التي تحقق رفاهية وكرامة الفرد العراقي.
• من واجب الحكومة ووزاراتها ان تمنع بشكل قطعي القيام بأنشطة انتخابية في الدوائر الحكومية وان تتبع ما قامت به وزارة التعليم العالي من إجراءات وقائية رادعة ضد كل موظف يتورط بالترويج لأي جهة معينة ضمن دوائر الوزارة.
• الاجدر برجال السياسة ان يعملوا وفقا لمبادئ أساسية أهمها هي التصرف كرجال دولة واحترام المنافسين في الانتخابات والابتعاد عن أساليب التسقيط والتشهير وتقديم نموذج السياسي الملتزم للناخب العراقي.
•  يجب على صناع سياسة العراق الخارجية تفهم حاجات جيرانه مع ابقاءه بعيدا عن انتماءات المحاور المتناحرة والعمل بناء على مبدأ الحياد الإيجابي.

 

أسماء بعض الاعضاء المشاركين خلال حوار الاسبوع:
(1) الدكتور فلاح شمسة
(2) الدكتور يوسف الطائي
(3) الشيخ علي الخفاجي
(4) الدكتور دياري الفيلي
(5) الأستاذ جواد العطار
(6) الدكتور حيدر العبودي
(7) الدكتور إبراهيم العبادي
(8) الأستاذ عادل عبد المهدي
(9) الدكتور عزام علوش
(10) الأستاذ حسام الغزالي
(11) الدكتور عبد الحكيم خسرو
(12) الأستاذ فرزدق الصكبان

ما يرد في هذه الورقة هو ملخص للآراء المطروحة في المجموعات الالكترونية الخاصة بمركز الرافدين للحوار RCD.