السياسة الخارجية العراقية: المصلحة الوطنية والمحاور الاقليمية
شخص الشريف علي بن الحسين مجموعة من الملاحظات حول السياسية الخارجية العراقية، منها ان السياسة الخارجية العراقية لم تستفد من الانجازات التي يحققها العراق من اجل تحقيق منفعة وطنية، على سبيل المثال الانتصار على داعش فعلى الرغم من ان العراقيين قاتلوا داعش وهزموهم وابعدو تمددهم عن جميع دول العالم الا ان القائمون على السياسية الخارجية العراقية قد فشلوا في تسويق ذلك في المؤتمرات الدولية التي عقدت لدعم العراق ومنها مؤتمر الكويت، الملاحظة الاخرى التي سجلها المحاضر على السياسة الخارجية العراقية هي ان وزارة الخارجية العراقية لا تنطلق من الوقائع الميدانية في مفاوضاتها مع الدول الاخرى وضرب مثالا على ذلك في مسالة حزب العمل الكردستاني التركي، اذ اعتبر الشريف علي ان مشكلة حزب العمال الكردستاني مشكلة تركية نابعة من عدم قدرة الاتراك على ضبط حدودهم مع العراق وليس مشكلة عراقية ولذا ينبغي التفاوض مع الاتراك حول الحزب المذكور من هذا المنطلق.
كما تطرق المحاضر إلى تاثير البيئة الداخلية على العلاقات الخارجية وتأثر السياسة الخارجية بالبيئة الداخلية وضرب مثالا على ذلك في العلاقات العراقية-السعودية والتي كانت في السنوات الاولى للتغيير بعد 2003 تتسم بالشد وعدم التقارب من كلا الجانبين العراقي والسعودي بسبب التوجهات الداخلية لحكومتي البلدين، بينما في تلك الفترة كانت البيئة الاقليمية مشجعة للحوار وقارن ذلك مع ما يحدث الآن من رغبة للتقارب بين الطرفين بينما البيئة الاقليمية غير مشجعة للحوار في اشارة منه إلى الحرب الباردة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية كمحورين متضادين في المنطقة.
وفي سياق متصل بالمحاور الاقليمية والدولية اوضح الشريف علي ان العراق لابد من ان يتخذ موقف الحياد سواء الحياد السلبي بمعنى عدم الوقوف مع اي طرف أو الحياد الايجابي بمعنى محاولة التقريب بين الاطراف وتقليل حدة التوتر ، ان موقف الحياد الذي يجب ان يتخذه العراق نابع من عمق العلاقات التي يتمتع بها مع طرفي الازمة اي الولايات المتحدة من جهة والجمهورية الاسلامية من جهة اخرى، فكلتا الدولتين قدمتا انواع الدعم المختلف للعراق منذ 2003 ولايمكن الاستغناء عن اي منهما.
وقد شهدت الجلسة نقاشات ومداخلات من قبل السادة الحضور وهم من النخب السياسية والاكاديمية والثقافية .