كتب الغربيون كثيراً حول إنتخابات العراق وما بعدها في أغلب الصحف العالمية المشهورة، فمنهم من حلل الواقع العراقي، ومنهم من عمد إلى إستشرافه، ولكن بعد ظهور نتائج الإنتخابات العراقية; تحول القلم الغربي للخوض في التأثير الإيراني على تحالفات القوائم الفائزة وتشكيل الحكومة القادمة، مع الإشارة بشكلٍ بسيط إلى تأثيرات الدول الأخرى على الموقف العراقي.

كما أشار البعض إلى وجود ميل لدعم التحالفات التي تعكس الرغبة في رؤية ممر سياسي معقول نحو توسيع شرعية النظام، وذلك بكسر إحتكار الأحزاب المهيمنة عليه، ولو نسبياً، والإنتقال من التحشيد السياسي المتمركز على الهوية إلى التحشيد على أساس الحاجات الإجتماعية والإقتصادية. 

 

الإستنتاجات:

• لا توجد تجارب مثالية من أول محاولة، وأن الأمر الأهم هو تقدم البلد بالإتجاه الصحيح، وعدم تحقق ذلك ما هو إلاَّ نتيجة قصور الرؤية المستقبلية لدى أغلب السياسيين في العراق.

• العراق لا يسير وفقاً للمراحل التي مرت بها الدول ضمن تجارب التحول من الحكم الديكتاتوري إلى الحكم الديموقراطي.

• إن الإنتخابات الأخيرة قد أفرزت معادلات سياسية جديدة، ويمكن أن تكون بداية لإنهاء إحتكار حزب أو أكثر لمواقع الدولة. 

• عدم وجود رؤية للحكومة المقبلة خاصة بوضع هيكل تنظيمي، يحترم المعارضة ويحميها، ويمنع من ممارسة الإقصاء بحقها.

• من المحتمل جداً أن تؤسس الإنتخابات الأخيرة شكل لممارسة ديمقراطية لا تتصف بالطائفية أو الإثنية، لأن تلك المسميات كانت وسيلة كسب للأصوات في السابق، أمَّا في التجربة الأخيرة فقد أصبحت إدانة لكل من ينادي بها.

 

التوصيات:

• لابد من إمتلاك صناع القرار السياسي لرؤية عميقة، تُمكنهم من إستشراف الأحداث بشكلٍ يُحقق الرُشد والعمق في أدائهم السياسي بما يخدم البلد، ويُجنبه كلفة الفرص الضائعة.

• على من يمسك بزمام الأمور السياسية في العراق أن يعمل على الإستفادة من التجارب التي خاضتها العديد من دول العالم في الإنتقال من الشمولية إلى الديموقراطية، مع مراعاة البيئة العراقية.

• يجب على كل الكتل الفائزة أن تستفيد من التغيير الذي حصل في الإنتخابات، والعمل على جعل ذلك التغيير واقعاً في الإدارة التنفيذية للدولة، والبدء بالتخلص من المحاصصة الطائفية والحزبية.

• يفترض أن يكون للمعارضة مكانة محترمة، وأن يكون لها رأي مسموع في إدارة الدولة، تشريعياً وتنفيذياً، وأن يكون لها حصانة تحميها من الإستقواء السياسي.

• إنّ التغيير الذي حصل في السلوكيات الإنتخابية الأخيرة يُعدُّ دليل على التغيُّر في السلوك الجمعي للمجتمع العراقي، وبرغم كونه تغيُّراً نسبياً، إلاَّ أنّهُ يستحق البحث من قبل المختصين في ذلك المجال.

 

أسماء بعض الاعضاء المشاركين خلال حوار الاسبوع:

(1) الدكتور حارث حسن   

(2) الأستاذ عادل عبد المهدي   

(3) الدكتور هاشم العبادي   

(4) الدكتور فرهاد علاء الدين

(5) الدكتور باسل حسين 

(6) الدكتور جمعة البهادلي     

(7) الأستاذ عبد الله الزيدي       

(8) الدكتور  احسان الياسري

(9) الأستاذ فاروق الغزالي   

(10) الأستاذ سلام خالد     

(11) الأستاذ عامر الموسوي     

(12) الأستاذ مصطفى سعدون

ما يرد في هذه الورقة هو ملخص للآراء المطروحة في المجموعات الالكترونية الخاصة بمركز الرافدين للحوار RCD.