هنالك من يرفع شعار بناء الوطن، لكن من يسعى لبناء الوطن فعلاً؛ لا يبحث عن مكاسبه الشخصية، وإنما يؤسس لثقافة (الوطن قبل كل شيء)، وهذا هو ديدن القادة المخلصين. وإن من يملك القوة، عليه أن يكون متواضعاً مُحباً للآخرين، وأن يرفض الباطل ولا يجامل على حساب الوطن وحقوق الفقراء، ويعمل على تسخير قوته للدفاع عن الوطن وأبناء شعبه، ولا يجعل منها هاجساً مخيفاً يهيمن على تفكير المواطنين.

كما تم التأكيد على أن السياسة ليست هدفاً وإنما وسيلة لتحقيق غايات معينة، ومن الجميل أن تكون هذه الغايات وطنية خالصة تحمي مصالح الناس، وتقطع الطريق على المحتلين والمنتفعين والمفسدين. كما إن من الغباء السياسي، والتبعية تحويل الجيران إلى أعداء من أجل إرضاء جهات معينة، يٌعد أمراً مرفوضاً في البديهة الوطنية. وما سبق يجب أن يكون أساس عمل كل من يتبَّنى خطاب بناء الوطن في سلوكياته.

 

الإستنتاجات:

•إن نموذج القائد الناجح للعراق يجب أن يكون شجاعاً ومُؤثراً، ويمتلك إستقلالية عالية في إتخاذ القرار الوطني، دون أن يتأثر بأي من المؤثرات المتنوعة، سواء بشكلٍ مباشر أو غير مباشر.

•هنالك إستخدام غير صحيح لوسائل التواصل الإجتماعي، والعالم الرقمي بصورة عامة، مِمّا يؤثر على المنظومة القيمية التي ستتكون عند الأجيال القادمة.

•إن تزايد الصراعات العشائرية، في ظل غياب سلطة القانون، سيؤدي إلى إستفحال وبروز مجاميع غير منضبطة، وقد تتخذ من الغطاء العشائري وسيلة للقيام بنشاطات إجرامية.

•هنالك حالة إحباط كبيرة يعيشها الشباب العراقي، نتيجة عدم إستفادتهم من شهاداتهم الجامعية في الحصول على فرص عمل محترمة توفر لهم مستوى معيشي جيد.

•العراق بحاجة إلى ثورة وعي تساهم في إنتاج موقف وطني إيجابي،  لأنّ الواقع الحالي يعكس ثقافة ماضية، تجعل من الوطنية شعاراً فقط، لا يجد له مكان على أرض الواقع.

 

التوصيات:

•القائد القوي هو نتيجة لإجماع وطني عابر للطائفية والحزبية، يُحقق علاقة متوازنة مع دول الجوار، ويمنع أي تدخل خارجي.

•العراق بحاجة إلى ترصين مؤسسات التربية والتعليم، من أجل نقل الثقافة والمعرفة المجتمعية الصحيحة إلى الأجيال، وتحصينها من موجات الغزو الثقافي، ولا يتم ذلك إلاَّ بالإستخدام الواعي للتقنيات الرقمية.

•يجب إتخاذ إجراءات صارمة بحق كل من يتم إثبات تورطه بإراقة دم العراقيين، أو يُهدد أمن وسلامة المجتمع بصورة عامة.

•يجب إعادة مكانة التحصيل العلمي والشهادات الأكاديمية، من خلال الإرتقاء بالمستوى المعاشي للخريجين، وذلك عن طريق توفير فرص عمل محترمة لهم.

•إن التغيير الحقيقي يحتاج لمواقف وطنية إيجابية وفعالة، ولا يتحقق ذلك إلاّ من خلال الوعي القانوني والوطني لأفراد المجتمع ولرجال الحكم والسياسة.

 

   أسماء بعض الاعضاء المشاركين خلال حوار الاسبوع:

(1) الأستاذ حمدالله الركابي   

(2) الدكتور صفاء الدين الصافي   

(3) الدكتورصفاء الدين الدراج     

(4) الدكتور رحيم الحسناوي

(5) الأستاذ سردار عبدالله     

(6) الدكتور عزام علوش             

(7) الدكتور حسين علاوي           

(8) الأستاذ إبراهيم الصميدعي

(9) الأستاذ حسام الغزالي     

(10) الأستاذ ثائر الدليمي           

(11)الأستاذ ياسين طه               

(12) الأستاذ مظهر التميمي

ما يرد في هذه الورقة هو ملخص للآراء المطروحة في المجموعات الالكترونية الخاصة بمركز الرافدين للحوار RCD.